مَنْ شافِعي، وَذُنوبي عندَها الكِبَرُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
مَنْ شافِعي، وَذُنوبي عندَها الكِبَرُ | إنّ المَشِيبَ لَذَنْبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ |
راحت تزيح عليك الهم صاحية | وعند قلبك من غي الهوى سكر |
رأت بياضك مسودا مطالعه | مَا فِيهِ للحُبّ لا عَيْنٌ وَلا أثَرُ |
واي ذنب للون راق منظره | اذا اراك خلاف الصبغة الاثر |
وما علليك ونفسي فيك واحدة | إذا تَلَوّنَ في ألْوَانِهِ الشَّعَرُ |
أنْسَاكَ طُولُ نَهارِ الشّيبِ آخِرَهُ | وكل ليل شباب عيبه القصر |
إنّ السّوَادَ عَلى لَذّاتِهِ لعَمًى | كما الباض على علاته بصر |
البيض اوفى وابقى لي مصاحبة | والسود مستوفزات للنوى غدر |
كنت البهيم واعلاق الهوى جدد | واخلقتك حجول الشيب والغرر |
وليس كل ظلام دام غيهبه | يسر خابطه ان يطلع القمر |
أما تريني كصل تحت هضبته | بالرمل اطرق لا ناب ولا ظفر |
مسالماً يأمن الاقران عدوته | ملقى الحنية عرى متنها الوتر |
كالفرع ساقط ما يعلوه من ورق | والجفن افرد عنه الصارم الذكر |
ان اشهد القوم لا اعلم نجيهم | ماذا قَضَوا، وَيُجَمجِم دُونيَ الخَبَرُ |
كان الشباب الذي انضيت مندله | عِقْبَ الخَميلَة ِ لَمَّا صَوّحَ الزّهَرُ |
مِن بَعدِ ما كنتُ أستَسبي المَها شغَفاً | أمسَتْ تَرُوعُ بيَ الغِزْلانُ وَالبَقَرُ |
لم ادر ان الصبا تبلى خميصته | وان منصات ذاك العود ينأطر |
وَقَدْ أرُوعُ سَوَامَ الحَيّ رَاتِعَة ً | وَلائِدُ الحَيّ، مَملُولاً ليَ العُمُرُ |
فقد ارد العفرني عن اكيلته | وازجر الضيغم الغادي فينزجر |
ما للزمان رمى قومي فذعذعهم | تطاير القعب لما صكه الحجر |
ينفض جماعهم عن كل نائبة | كما تهالك تحت الميسم الوبر |
مَا كانَ ضَرّ اللّيَالي لَوْ نَفَسنَ بهم | عَلى النّوَائِبِ، وَاستَثْناهُمُ القَدَرُ |
أصْبَحتُ بَعدَهُمُ في شَرّ خَالِفَة ٍ | مثلَ السَّلَى حَوْلَهُ الذّؤبانُ وَالنّمِرُ |
في كُلّ يَوْمٍ لرَحْلي عَنْ نَوَاقِرِهم | إلى المَعَاطِبِ مَهْوَاة ٌ وَمُحْتَفَرُ |
أرُدّ نَبْلَ الأداني مَا رُمِيتُ بِهَا | فَهَلْ إلى الرّحِمِ البَلْهَاءِ لي عُذُرُ |
بمقرب لا يواري عنقه الخمر | |
إذا تَوَجّسَ كانَ القَلْبُ نَاظِرَهُ | والقلب ينظر ما لا ينظر البصر |
أَجفُو لَهُ الوُلْدَ، مَذْخُوراً لَه شَفقي | عليه دونهم الروعات والحذر |
يمسون شعثاً وتمسى في بلهنية | كَأنّما جَدُّهُ عَدْنَانُ أوْ مُضَرُ |
فَفي القُلُوبِ عَلى حَوْبائِهِ حَنَقٌ | وبالعيون الى مضماره شرر |
من عاطيات تعالى في اعنتها | صَكَّ القِداحِ رَمَاها القامِرُ اليَسَرُ |
واليوم عريان مشهور بفرجته | يَعْتَمّ بالنّقْعِ أطْوَاراً، وَيَأتَزِرُ |
كَأنّهُنّ ذِئَابُ القَاعِ مُجْفِلَة ً | لَوْلا السّبيبُ على الأعناقِ وَالعُذُرُ |
يطلعن نزو الدبى العامي اونة | أوْ مِطرَق القَينِ يَنزُو تحتَه الشّرَرُ |
تخالهن مزاد الماء اغفلها | بالدّوّ رَبْطُ العزَالي فهْيَ تَبْتَدِرُ |
سَوَاهِماً كَصَوَالي النّارِ ألْجَأهَا | الى مواقها الشفان والقرر |
تَكَادُ تَسْبُقُ أيْدِيهَا نَوَاظِرَهَا | إلى الطّرِيدَة ِ لَوْلا اللّجْمُ وَالعُذُرُ |
اني حلفت بايدي الراقصات ضحى | وبالحجيج وما لبوا وما جمروا |
والرائحات الى جمع محزمة | مرّ اليمام دعى اورادها الصدر |
تنوس ركبانها نوس القراط اذا | مَالَتْ مِنَ السّهَرِ الأجْيَادُ وَالعُذُرُ |
وما اريق باعلى الخيف من علق | تُوجَى لَهُ البُدُنُ المُلقاة ُ وَالجُزُرُ |
والبيت قالصة عنه ذلاذله | سوم المخيض جلى عن ركنه الحجر |
لأُمْطِرَنّ بَني الدّيّانِ دامِيَة ً | هَطْلَى ، تُذَمّ بهَا الأنْوَاءُ وَالمَطَرُ |
قلُّو عناء ولان ثرى عديدهم | وَرُبّما قَلّ أقوَامٌ، وَإنْ كَثُرُوا |
بالقارِعاتِ وَلا يأسُونَ مَنْ عَقَرُوا | |
تمسكوا بوصايا اللوم تحسبهم | تُتْلَى عَلَيْهِمْ بهَا الآياتُ وَالزُّبُرُ |
يا أعثَرَ اللَّهُ أيْدِي أينُقٍ حَمَلَتْ | رحلي الى حيث لا ماء ولا شجر |
مَنَازِلٌ لا يُرَجّى عِندَها أمَلٌ | على الليالي ولا يقضي بها وطر |
مَنَابتٌ سَارَ فيها قادِحٌ عَمِلٌ | يرمي العروق وعيدان بها خور |
مِنْ كلّ وَجْهٍ نِقَابُ العَارِ نُقْبَتُهُ | كالعِرّ مَرّ عَلَيْهِ القَارُ وَالقَطَرُ |
يَصْدَى مِنَ اللّؤمِ حتّى لَوْ تُعاوِدُه | ايدي العيون زماناً لانجلى الاثر |
ابقوا مخازي لا تعفى مواطنها | على البلاد فضول الريط والازر |
يا طَلْحَ رَامَة َ لا سُقّيتَ مِنْ شَجَرٍ | مُذَمَّمِ الأرْضِ لا ظِلٌّ وَلا ثَمَرُ |
كَأنّني يَوْمَ أستَدْرِيكَ مِنْ حذَرٍ | جَاني دَمٍ طَاحَ لا مَنجَى وَلا وَزَرَ |
سِيّانِ عِندي وَأيدِي الحَيّ جَامِدَة ٌ | ان اخطأ القطر زاديهم وان مطروا |
مَا كُلُّ مُثْمِرَة ٍ تَحْلُو لِذايِقِها | إنّ السّيَاطَ لهَا مِنْ مِثلِها ثَمَرُ |
الوم من لا يعد اللؤم منقصة | وضاع عتب مسئ ليس يعتذر |
يا نَفسِ لا تَهلَكي يأساً، وَلا تَدَعي | لَوْكَ الشّكائِمِ حَتّى يَنجَلي العُمُرُ |
قالوا انتظرها وان عزت مطالبها | هل ينظر القدر الجاني فانتظر |
ألقَى المَطَامِعَ مَبْتُوتاً حَبَائِلُهَا | للرّزْقِ وَالرّزْقُ لا الدّاني وَلا القَفِرُ |
طأ من رجائك لا الاطواد مورقة | يوماً ولا جندل البقعاء معتصر |
لَيْلٌ مِنَ الهَمّ لا يُدْعَى السّمِيرُ له | أعْمَى المَطالِعِ لا نَجْمٌ وَلا سَحَرُ |
أُنَقِّلُ النّفْسَ مِنْ صَبرٍ إلى جَزَعٍ | وَالصّبرُ أعْوَدُ إلاّ أنّهُ صَبِرُ |