لو علمت اي فتى ماجد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو علمت اي فتى ماجد | ذاتُ اللّمَى وَالشّنَب البَارِدِ |
لمّا وَفَى لي مَوْعِدِي بِالنّوَى | مِنْ غَيرِ ذَنْبٍ وَوَفَى وَاعِدِي |
كالغُصْنِ مَهزُوزاً، وَلَكِنّهُ | يَفْعَلُ فِعْلَ الخَطِلِ المَائِدِ |
أضْلَلْتَ قَلْبي فيكَ عَمْداً وَقَدْ | تَعَيّنَ الثّأرُ عَلى العَامِدِ |
فهل لما اضللت من ناشد | وهل لما ضيعت من واجد |
قُلُوبُنَا عِندَكَ مَعقُودَة ٌ | بطرف ذاك الشادن العاقد |
افلتنا ثم ثنى طرفه | تَلَفُّتَ الظّبْيِ إلى الصّائِدِ |
ما انصف الفاسق في لحظه | لَمّا أرَانَا عِفّة َ العَابِدِ |
تعزز الحب له ذلة | وناقص الحب الى زائد |
وَالمَرْءُ مَحْسُودٌ بِلَذّاتِهِ | والحب ملذوذ بلا حاسد |
يا عذبة المبسم بلي الجوى | بنهلة من ريقك الصارد |
ارى غديرا شبما ماؤه | فهل لذاك الماء من وارد |
من لي به من عسل ذائب | يجري خلال البرد الجامد |
انا ابن من ليس بجد له | مَنْ لَمْ يَكُنْ بالمَاجِدِ الجائِدِ |
وَلَمْ يَكُنْ في سِلْكِ آبَائِهِ | غَيرُ طَوِيلِ البَاعِ وَالسّاعِدِ |
قَدْ حَلَبَ الدّهْرَ أفَاوِيقَهُ | واتبع الشارد بالطارد |
لَنَا الجِبَالُ القُودُ مَرْفُوعَة ً | تزل عنها قدم الصاعد |
لَنَا الجِيَادُ القُبُّ أخّاذَة ٌ | على العدى بالامد الزائد |
لَنَا القَنَا وَالبِيضُ مِطْوَاعَة ٌ | في الضرب يعصين يد الغامد |
لَنَا الأُسُودُ الغُلْبُ في غَيلِهَا | من ثائر باساً ومن لابد |
مِنْ أسَدٍ طَالَ بِهِ عُمْرُهُ | ومن قريب العمر مستاسد |
يا أيّهَا العَائِبُ لي جَهْلَة ً | حذار من ارقمي الراصد |
أُقَدّمُ النّذْرَ، وَلي سَطْوَة ٌ | تنفر النوم عن الراقد |
كلمعة البارق مجتازة | تقضي على زمجرة الراعد |
إنْ كُنْتَ مَا جَرّبْتَني ضَارِباً | فاصْبِرْ لِما جاءَكَ مِنْ ساعِدِي |
وَهَاكَ مِنْ كَفّيَ مَفْرُوجَة ً | فرج القبا موسية العائد |
رب نعيم زال ريعانة | بلسعة من عقرب الحاسد |
انا الذي ابذل من طارفي | مثل الذي ابذل من تالدي |
مَا مَرْوَتي للنّاحِتِ المُنْتَحي | يوماً ولا غصني للعاضد |
اسعى لقوم قعدوا في العلى | مَا أكْثَرَ السّاعي إلى القَاعِدِ |
انا الذي يوطيء اكتافها | مَا رَنّ رُمْحٌ بيَدَيْ مَارِدِ |
انا الذي يضرم افاقها | كَأنّهَا مَعْمَعَة ُ الوَاقِدِ |
انا الذي يوجر ابطالها | ضَرْباً كَخَبْطِ الجَمَلِ الوَارِدِ |
ما انا للعلياء ان لم يكن | مِنْ وَلَدِي مَا كَانَ مِنْ وَالدِي |
وَلا مَشَتْ بي الخَيْلُ إنْ لمْ أطَأ | سَرِيرَ هذا الأغْلَبِ المَاجِدِ |
فان انلها فكما رمته | أوْلا، فَقَدْ يَكْذِبُني رَائِدِي |
والغاية الموت فما فكرتي | أسَائِقي أصْبَحَ أمْ قَائِدِي |