إنّا نَعِيبُ، وَلا نُعَابُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إنّا نَعِيبُ، وَلا نُعَابُ | ونصيب منك ولا نصاب |
آل النبي ومن تقلب | في حجورهم الكتاب |
خلقت لهم سمر القنا | والبيض والخيل العراب |
فَاقْني حَيَاءَك، إنَّـ | ـمَا الأيّامُ غُنْمٌ، أوْ نِهَابُ |
مَنْ لَذّ وِرْدَ المَوْتِ لا | يصفو له ابداً شراب |
وتطر في حيث السما | ح الغمر والحسب اللباب |
في حَيْثُ للرّاجي الثّوَا | ب ندى وللجاني العقاب |
قَوْمٌ، إذا غَمَزَ الزّمَا | ن قنيهم كرموا وطابوا |
واذا دعوا والخيل في الاجــ | ـفَالِ، ثَابُوا، أوْ أجَابُوا |
أبَني عَدِيٍّ! إنّمَا | سَالَتْ بخَيْلِكُمُ الشّعَابُ |
وَشَرُفْتُمُ بالطّعْنِ، وَالدّنْـ | ضرام أو ضراب |
مَا كُنْتُمُ إلاّ البُحُو | رَ تَوَالَغَتْ فِيهَا الذّئَابُ |
و قرعتم بالبيض حتــ | ـتَّى ضَاعَ في اللِّمَمِ الشّبَابُ |
و اليوم تستل السيو | فُ بِهِ وَتَنْسَلّ الرّقَابُ |
كتمت دمائكم الظبا | كالشَّيبِ يَكْتُمُهُ الخِضَابُ |
فتنازعوا شمط الظ | م فخلفه الاسد الغضاب |
و تعلموا أن الصبا | حَ ضُبَارِمٌ، وَاللّيلَ غَابُ |
لا صلح حتى تطمئن | إلى مناسمها الركاب |
وَيَعُودَ وَجْهُ الشّمْسِ لا | نَقْعٌ عَلَيْهِ، وَلا ضَبَابُ |
حتى تشبت بالظبا الا | ـمَادُ، وَالجُرْدُ الرّحَابُ |
و تمد أطناب البيو | تِ، وَتُضْمِرَ القَوْمَ القِبَابُ |
وَتَرَدَّفُ الأدْرَاعُ مُشْـ | ـرَجَة ً، عَلَيْهِنّ العِيَابُ |
و ترى الربا والروض ينشــ | ـشَرُ مِنْ مَطارِفِهَا السّحَابُ |
مَا كَانَ فَضّضَهُ فَضِيـ | الطل اذهبه الذهاب |
كَانَتْ نُجُومُ اللّيْلِ يَكْـ | مها من النقع الغياب |
فالان اصحر في السما | ء البدر وانكشف النقاب |
وَعَلَتْ إلى أوْكَارِهَا العِقْـ | ان وانحط العقاب |
عُودُوا إلى ذاكَ الغَدِيـ | ير وقلّ ما غدر الرباب |
وتغنموا تلك المنا | زل وهي آمنة رغاب |
وَتَدارَكُوا ذَوْدَ المَسَا | رح وهي بينكم سقاب |
وَكَأنّ أيّامَ الهَوَى | فيكُمْ نَشَاوَى أوْ طِرَابُ |
مُتَمَنْطِقَاتٌ بِالحُليّ | وَفي قَلائِدِهَا المَلابُ |
إنّي عَلى لِينِ النّقِيـ | ـبَة ِ لا أُعَابُ وَلا أُحَابُ |
مَا شُدّ لي يَوْماً عَلى | ذل ولا طمع حقاب |
من لي بغرة صاحب | لا يستطيل عليه عاب |
مَا حَارَبَ الأيّامَ إ | لاّ كَانَ لي وَلَهُ الغِلابُ |
وَلِكُلّ قَوْلٍ سَامِعٌ | وَلِكُلّ داعِيَة ٍ جَوَابُ |
هَيْهَاتَ أطْلُبُ مَا يَطُو | ل به بعاد واقتراب |
قَلّ الصّحَابُ، فَإنْ ظَفِرْ | ت بنعمة كثر الصحاب |
من لي به سمحا اذا | صَفِرَتْ مِنَ القَوْمِ الوِطَابُ |
غيران دون الجار لا | يَطْوِي عَزَايِمَهُ الحِجَابُ |
يستعذب المومات منز | لة وان بعد الاياب |
رقت حواشي بيته | مِمّا يُلاطِمُهَا السّرَابُ |
لا يستقل برحله | إلاّ الذّوَائِبُ وَالهِضَابُ |
تهفو بكفيه الصوا | رم أو تسيل بها الكعاب |
جذلان يلتقط النسيم | ـمَ، إذا تَسَاقَطَتِ الثّيَابُ |
يُمَى إلَيْهِ الشِّيحُ، وَالْـ | حَوْذانُ وَالإبِلُ الجِرَابُ |
وكان غرته وراء لــ | ثام ليلته شهاب |
من لي به يا دهر والا | يّامُ كَالِحَة ٌ غِضَابُ |
إنّ الصّدِيقَ مُشَيَّعٌ | ان جل خطب أو خطاب |
ويجود عنك بنفسه | وَالحَرْبُ تَقْرَعُهَا الحِرَابُ |
وَأخٍ حُرِمْتُ الوِدّ مِنْـ | ـهُ، وَبَيْنَنَا نَسَبُ قَرَابُ |
نازعته ثدي الرضاع | وَمَا يَلَذّ لَنَا الشّرَابُ |
يَا سَعْدُ! أعْظَمُ مِحْنَة ً | من لا يروعه العتاب |
يَجْني عَلى جِيرَانِهِ | حَتّى يُعَاقِبَهُ السِّبَابُ |
حسبي من الايام ان | ابقى ويسعدني الطلاب |