طلوع هداه الينا المغيب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طلوع هداه الينا المغيب | وَيَوْمٌ تَمَزّقُ عَنْهُ الخُطُوبُ |
لَقِيتُكَ في صَدْرِهِ شَاحِباً | ومن حلية العربي الشحوب |
إلَيْهِ تَمُجُّ النّفُوسَ الصّدُورُ | وَفيهِ تُهَنّى العُيُونَ القُلُوبُ |
تعزيت مستأنساً البعاد | والليث في كل ارض غريب |
وَأحْرَزْتَ صَبْرَكَ للنّائِبَاتِ | وللداء يوماً يراد الطبيب |
لحَا اللَّهُ دَهْراً أرَانَا الدّيَا | رَ يَنْدُبُ فِيهَا البَعيدَ القَرِيبُ |
وَمَا كَانَ مَوْتاً، وَلَكِنّهُ | فراق تشق عليه الجيوب |
لَئِنْ كنتَ لمْ تَستَرِبْ بالزّمَانِ | فقد كان من فعله ما يريب |
رمى بك والامر ذاوي النبات | فآلَ، وَغُصْنُ المَعَالي رَطِيبُ |
ولما جذبت زمام الزمان | أطَاعَ، وَلَكِنْ عَصَاكَ الحَبيبُ |
ولما استطال عليك البعاد | وذلل فيك المطي اللغوب |
رَجَوْتَ البُعَادَ عَلى أنّهُ | كَفيلُ طُلُوعِ البُدُورِ الغُرُوبُ |
رَحَلْتَ، وَفي كُلّ جَفْنٍ دَمٌ | عَلَيكَ، وَفي كلّ قَلبٍ وَجيبُ |
ولا نطق الا ومن دونه | عَزَاءٌ يَغُورُ وَدَمْعٌ رَبِيبُ |
وَأنْتَ تُعَلّلُنَا بِالإيَا | بِ، وَالصّبرُ مُرْتَحِلٌ لا يُؤوبُ |
وسر العدى فيك نقص العقول | واعلم ان لا يسر اللبيب |
اما علم الحاسد المستغرّ | أنَّ الزّمَانَ عَلَيْه رَقِيبُ |
قَدِمْتَ قُدُومَ رِقَاقِ السّحَا | بِ تَخُطُّ وَالرَّبعُ رَبعٌ جَدِيبُ |
فما ضحك الدهر الا اليك | ـكَ مُذْبانَ في حاجبَيهِ القُطُوبُ |
حَلَفْتُ بِمَا ضُمّنَتْهُ الحُجُونُ | وما ضم ذاك المقام الرحيب |
لَقَدْ سرّكَ الدّهرُ في الغادِرينَ | بِعُذْرٍ تَضَاءَلُ فيهِ الذّنُوبُ |
وَأجْلَى رُجُوعَكَ عَنْ حَاسِديـ | ـكَ هَذا قَتِيلٌ وَهَذا سَلِيبُ |
تَحَرّقُ مِنكَ قُلُوبُ العُدا | ة غيظاً وانت ضحوك قطوب |
وَأجهَلُ ذا النّاسِ مُسْتَنْهِضٌ | دُعَاءً إلى سَمْعِ مَنْ لا يُجِيبُ |
زَعَانِفُ يَستَصْرِخُونَ العُلَى | وما استلب العز الا نجيب |
وطال مقامك في منزل | تَطَلّعُ مِنْ جَانِبَيْهِ الحُرُوبُ |
بضرب كما اشترطته السيوف | وطعن كما اقترحته الكعوب |
ونجل تغلغل فيها الطعان | نُ، وَانشَقّ عَنها النّجيعُ الصّبيبُ |
وَصُحْبَة ِ كُلّ غُلامٍ عَلَيْـ | ـهِ مِنْ سِمَة ِ العِزّ حُسْنٌ وَطيبُ |
اذا خضب الرمح ادمى به | كَأنّ السّنَانَ بَنَانٌ خَضِيبُ |
وَقَطعِكَ كُلَّ بَعِيدِ النّيَاطِ | كَأنّ الجَوَادَ بِهِ مُسْتَرِيبُ |
وَأرْضاً، إذا مَا اجتَلاهَا الهَجيـ | هجير طلقها من يديه الضريب |
وَمَا زَالَ مِنْكَ عَلى النّائِبَاتِ | مقام عظيم ويوم عصيب |
فَيَوْمٌ حُسَامُكَ فيهِ الخَطيبُ | ويوم لسانك فيه الخطيب |
طلبت لنفسك فاطلب لنا | مِنَ العِزّ، إنّ المُحَامي طَلُوبُ |
وان كنت تانف من حبه | فان العلاء الينا حبيب |
وما نحن انت وكل الى | دُعَاءِ العُلَى طَرِبٌ مُسْتَجيبُ |
ونحن قسام الينا الشباب | وانت قسام اليك المشيب |
على انه انت عين الزمان | وَعَيْشٌ بلا نَاظِرٍ لا يَطِيبُ |
وَلَوْلاكَ مَا لَذّ طَعْمُ الفَخارِ | ولا راق برد العلاء القشيب |
اترضى لمجدك ان لا يكون | لَنَا مِنْ عَطايَا المَعالي نَصِيبُ |
فَلا يُقْعِدَنّكَ كَيْدُ الحَسُو | ود وانهض فكل مرام قريب |
وحث الطلاب فانا نجد | وامض الامور فانا نتوب |
وَلِمْ لا يَضِيفُ العُلَى مَنْ لَهُ | غَدِيرٌ مَعِينٌ وَمَرْعًى خَصِيبُ |
لحَيّاكَ مِنّيَ، عِنْدَ اللّقَا | ءِ، خَلْقٌ عَجيبٌ وَخُلْقٌ أديبُ |
وخلفتني غرس مستثمر | فَطالَ وَأوْرَقَ ذاكَ القَضِيبُ |
ذَخَرْتُ لكَ الغُرَرَ السّائِرَاتِ | يعبر عنها الفؤاد الكئيب |
تصون مناقبك الشاردات | ان تتخطى اليها العيوب |
إذا نَثَرَتْهَا شِفَاءُ الرّوَا | ة راقك منها النظام العجيب |
وَإنّي لأرْجُوكَ في النّائِبَاتِ | إذا جَاءَني الأمَلُ المُستَثيبُ |