لم يَتَّفِقْ مما جَرَى في المركبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لم يَتَّفِقْ مما جَرَى في المركبِ | ككذبِ القردِ على نوحِ النبي |
فإنه كان بأقصى السطحِ | فاشتاقَ من خفته للمزحِ |
وصاحَ: يا للطير والأسماكِ | لِموْجَة ٍ تجِدُّ في هَلاكي! |
فَبعثَ النبي له النسورا | فوجَدَتْه لاهياً مسرورا |
ثم أتى ثانية ً يصيحُ | قد ثقبتْ مركبنا يا نوحُ! |
فأَرسَل النبيُّ كلَّ مَن حَضرْ | فلم يروا كما رأى القرد خطر |
وبينما السَّفيهُ يوماً يَلعبُ | جادَتْ به على المِياهِ المركبُ |
فسمعوه في الدُّجى ينوحُ | يقولُ: إني هالكٌ يا نوحُ |
سَقطْتُ من حماقتي في الماءِ | وصِرْتُ بين الأَرضِ والسماءِ |
فلم يصدقْ أحدٌ صياحهْ | وقيلَ حقاً هذه وقاحَهْ |
قد قال في هذا المقامِ مَن سَبَقْ | أكذبُ ما يلفي الكذوبُ إن صدق |
من كان ممنواً بداءِ الكذبِ | لا يَترُكُ الله، ولا يُعفِي نبي! |