كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ | استخَفَّ العقولَ حيناً يَراعُه |
إبنُ مصرٍ، وإنما كلُّ أَرضٍ | تنطقُ الضادَ مهدهُ ورباعُه |
إنما الشرقُ منزلٌ لم يُفرِّق | أهله إن تفرَّقتْ أصقاعه |
وطنٌ واحدٌ على الشمس والفص | حى ، وفي الدمع والجراحِ اجتماعه |
علمٌ في البيان ، وابنُ لواءٍ | أَخذَ الشرقَ حِقبة ً إبداعه |
حَسْبُه السحرُ من تُراثِ أَبيه | إن تولَّتْ ، قصوره وضياعه |
إنما السحرُ والبلاغة ُ والحكـ | ـمة ُ بَيْتٌ، كلاهما مِصراعه |
في يدِ النَّشءِ من بيان المويلحي | مثلٌ ينفع الشبابَ اتِّباعه |
صورٌ من حقيقة وخيالٍ | هي إحسانُ فكرهِ وابتداعه |
رُبَّ سجعٍ كمُرْقِص الشعرِ لمّا | يختلفْ لحنهُ ولا إيقاعه |
أو كسجع الحمامِ لو فصَّلتهُ | وتأنَّتْ به ، ودقَّ اختراعه |
هو فيه بديعُ كلِّ زمانٍ | ما بديعُ الزمانِ؟ ما أسجاعه؟ |
عجبَ الناسُ من طباعِ المويلحيِّ | ، وفي الأسدِ خلقه وطباعه |
فيه كِبْرُ اللُّيوثِ حتى على الجو | ع، وفيها إباؤُه وامتِناعه |
قعب الموتُ في صبورٍ على النز | عِ، قليلٍ إلى الحياة ِ نِزاعه |
صارع العيشَ حقبة ً ، ليت شعري | ساعة َ الموتِ كيف كان صِراعه؟ |
قهرَ الموتَ والحياة َ ، وقد تح | كمُ في رائض السِّباع سباعه |
مُهجة ٌ حرّة ٌ، وخُلْقٌ أَبِيٌّ | عيّ عنه الزمانُ وارتدَّ باعه |
في الثّمانين - يا محمدُ - علمٌ | لِعليمٍ، وإن تَناهى اطِّلاعه |
لمْ تقاعدتَ دونها وتوانى | سائقُ الفُلْكِ، واضمحلّ شِراعه؟ |
ليس فيه جماحُه واندفاعه | |
سيِّدُ المنشئين حَثَّ المطايا | ومضى في غباره أتباعه |
حطَّهم بالإمام للموت ركبٌ | يَتلاقى بِطاؤه وسِراعه |
قنَّعوا بالتراب وجهاً كريماً | كان من رقعة ِ الحياءِ قناعه |
كسنا الفجرِ في ظلال الغوادي | كرمٌ صفحتاه، هَدْيٌ شُعاعه |
يا وحيداً كأَمسِ في كِسْر بيتٍ | ضيقٍ بالنَّزيلِ ، رحبٍ ذراعه |
كلُّ بيتٍ تَحلُّه يستوي عندك | في الزُّهدِ ضِيقُهُ واتِّساعه |
نمْ مليًّا ، فلستِ أولَ ليثٍ | بفَلاة ِ الإمام طال اضطجاعه |
حولَك الصالحون، طابوا وطابَتْ | أَكَماتُ الإمامِ منهم وقاعه |
قلَّدوا الشرقَ من جمالٍ وخيرٍ | ما يئودُ المفنِّدين انتزاعه |
أُسِّسَتْ نهضة ُ البناءِ بقومٍ | وبقومٍ سما وطالَ ارتفاعه |
كلُّ حيٍّ - وإن تراختْ منايا | هُ - قضاءُ عن الحياة انقطاعه |
والذي تحرص النفوسُ عليه | عالمٌ باطلٌ قليلٌ مَتاعه |