يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ | ويُبدِىء ُ بَثِّي في الهوى ويُعيدُ |
إذا طال واستعصى فما هي ليلة | ولكنْ ليالٍ ما لهنّ عَدِيدُ |
أَرِقْتُ وعادتني لذكرى أَحِبَّتي | شجونٌ قيامٌ بالضلوع قعودُ |
ومَنْ يَحْمِلِ الأَشواقَ يتعَب، ويَختلفْ | عليهِ قديمٌ في الهوى ، وجديد |
لقيت الذي لم يلق قلبٌ من الهوى | لك الله يا قلبي ، أأنت حديد؟ |
لم أَخْلُ من وجْدٍ عليك، ورِقَّة ٍ | إذا حلَّ غِيدٌ، أَو ترحَّل غِيدُ |
وروضٍ كما شاء المحبون ، ظلهُ | لهم ولأسرار الغرام مديدُ |
تظللنا والطيرَ في جنباتِه | غصونٌ قيامٌ للنسيم سجود |
تمِيل إلى مُضْنَى الغرامِ وتارة ً | يعارضها مُضْنَى الصَّبا فتَحيد |
مَشَى في حوَاشيها الأَصيلُ، فذُهِّبَتْ | ومارتْ عليها الحلْيُ وهْيَ تَميد |
ويَقْتُلنا لَحْظٌ، ويأْسِر جِيدُ | بأهلٍ ، ومفقودُ الأليفِ وَحيد |
وباكٍ ولا دمعٌ، وشاكٍ ولا جوى ً | وجذلانُ يشدو في الرُّبَي ويشيد |
وذي كبْرَة ٍ لم يُعْطَ بالدهر خِبْرَة ً | وعُرْيان كاسٍ تَزْدَهيه مُهود |
غشيناه والأيامُ تندى شبيبة ً | ويَقْطُر منها العيشُ وهْوَ رَغيد |
رأَتْ شفقاً يَنْعى النهارَ مُضَرَّجاً | فقلتُ لها: حتى النهارُ شَهيد |
فقالت : وما بالطير ؟ قلت : سكينة ٌ | فما هي ممّا نبتغي ونَصيد |
أُحِلَّ لنا الصيدان: يومَ الهوى مَهاً | ويومَ تُسَلُّ المُرْهَفاتُ أُسودُ |
يحطِّم رمحٌ دوننا ومهندٌ | ويقلنا لحظٌ ، ويأسر جيدُ |
ونحكم حتى يقبلَ الدهرُ حُكْمَنا | ونحن لسلطان الغرام عبيد |
أقول لأيام الصبا كلما نأتْ : | أما لكَ يا عهدَ الشباب مُعيد؟ |
وكيف نأَتْ والأَمسُ آخرُ عهدِها؟ | لأمسُ كباقي الغابرات عهيد |
جزعتُ ، فراعتني من الشيبِ بسمة ٌ | كأَني على دَرْبِ المشيبِ لَبيد |
ومن عبث الدنيا وما عبثت سدى ً | شببنا وشبنا والزمانُ وليدُ |