أَهلَ القُدودِ التي صالت عَوَاليها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَهلَ القُدودِ التي صالت عَوَاليها | الله في مهجٍ طاحت غواليها |
خُذْن الأَمانَ لها لو كان ينفعها | وارْدُدْنها كرَماً لو كان يُجديها |
وانظرن ما فعلتْ أحداقكن بها | ما كان من عبثِ الأحدقِ بكيفها |
تعرَّضت أَعينٌ مِنَّا، فعارَضَنا | على الجزيرة سرْبٌ من غَوَانيها |
ما ثُرْن من كُنسٍ إلاَّ إلى كُنُسٍ | من الجوانح ضَمَّتْها حَوَانيها |
عَنَّتْ لنا أُصُلاً، تُغْرِي بنا أَسَلاً | مهزوزة شكلاً ، مشروعة ً تيها |
وارهفت أعيناً ضعفى حمائلها | نَشْوَى مَناصِلُها، كَحْلَى مَواضِيها |
لنا الحبائلُ نُلْقِيها نَصِيدُ بها | ولم نَخَلْ ظَبَيَاتِ القاعِ تلْقيها |
نصبنها لك من هدبٍ ومن حدقٍ | حتى انثنيت بنفسٍ عزَّ فاديها |
من كلّ زهراءَ في إشراقها ضَحكَت | لَبّاتُها عن شبيه الدُّرِّ مِن فيها |
شمي المحاسنِ يستبقى النهارُ بها | كأَن يُوشَعَ مفتونٌ يُجاريها |
مَشت على الجسر رِيماً في تلفُّتها | للناظرين، وباناً في تَثَنِّيها |
كان كلَّ غوانيه ضرائرها | عجباً ، وكل نواحيه مرائيها |
عارضتها وضميري من محارمها | يَزْوَرُّ عن لحظاتي في مَساريها |
أعفُّ من حليها عما يجاوره | ومن خلائلها عما يدانيها |
قالت : لعل أديب النيلِ يحرجنا | فقلت: هل يُحرجُ الأَقمارَ رائيها |
بيني وبينك أشعار هتفتُ بها | ما كنت أعلم أن الرِّيم يرويها |
والقولُ إن عفّ أو ساءت مواقعه | صدى السريرة ِ والآدابِ يَحكِيها |