أَريدُ سُلوَّكم، والقلبُ يأْبَى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أَريدُ سُلوَّكم، والقلبُ يأْبَى | وعتبكُم ، وملءُ النفس عُتْبى |
وأَهجركم، فيهجرني رُقادي | ويُضوِيني الظلامُ أَسًى وكرْبا |
واذكركم برؤية ِ كلِّ حُسْنٍ | فيصبو ناظري، والقلب أصبى |
وأَشكو من عذابي في هواكم | وأَجزيكم عن التعذيبِ حُبّا |
وأَعلمُ أَن دَأْبكُمُ جَفَائي | فما بالي جعلتُ الحبَّ دأْبا؟ |
ورُبَّ مُعاتِبٍ كالعيش ، يشكى | وملءُ النفس منه هَوًى وعُتْبى |
أتَجزيني عن الزُّلْفَى نِفاراً؟ | عَتَبَتكَ بالهوى ، وكفاك عَتبا |
فكلّ ملاحة ٍ في الناس ذنبٌ | إذا عُدّ النِّفارُ عليكَ ذنبا |
أخذتُ هواك عن عيني وقلبي | فعيني قد دَعَتْ، والقلبُ لَبّى |
وأَنتَ من المحاسن في مِثال | فديتكَ قالَباً فيه وقَلْبا |
أُحِبُّكَ حين تثني الجيدَ تِيهاً | وأَخشى أَن يصيرَ التِّيهُ دَأْبا |
وقالوا : في البديل رضاً ورووحٌ | لقد رُمتُ البديلَ، فرمتُ صَعبا |
وراجعتُ الرشادَ عَساي أَسلو | فما بالي مع السُّلوانِ أَصْبى ؟ |
إذا ما الكأْسُ لم تُذْهِبْ همومي | فقد تَبَّتْ يدُ الساقي، وتَبّا |
على أَني أَعَفُّ من احتساها | وأَكرمُ مِنْ عَذَارَى الدير شربا |
ولي نفسٌ أُورَيها فتزهو | كزهر الورد نَدَّوْهُ فهبَّا |