تسائلني كرمتي بالنهار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تسائلني كرمتي بالنهار | وبالليل: أَين سَمِيرِي حَسَنْ؟ |
وأين النديمُ الشهيُّ الحديثِ؟ | وأَين الطَّروبُ اللطيفُ الأُذن؟ |
نجيُّ البلابل في عشِّها | ومُلْهِمُها صِبْيَة ً في الفَنَن؟ |
فقلتُ لها: ماتَ، واستشعرَت | ليالي السرورِ عليه الحَزَن |
لَئِنْ ناءَ من سِمَنٍ جسمُه | فما عرفت روحه ما السمن |
وما هو مَيْتٌ، ولكنه | بشاشة ُ دهرٍ محاها الزمن |
ومَعْنى ً خلا القولُ من لفظِه | وحُلمٌ تَطَايَر عنه الوَسَن |
ولا يَذكُر المعهدُ الشرقيُّ | لأنورَ إلا جليلَ المنن |
وما كان من صَبره في الصِّعابِ | وما كان من عَوْنِه في المِحَن |
وخدمة فنٍّ يداوي القلوبَ | ويشفي النفوسَ، ويذكي الفطن |
وما كان فيه الدَّعِيَّ الدخيلَ | ولكنْ من الفنِّ كان الركن |
ولو أَنصف الصحبُ يومَ الوَداعِ | دفنتَ كإسحاقَ لمّا دفن |
فغُيِّبْتَ في المِسْكِ، لا في التراب | وأدرجتَ في الوردِ، لا في الكفن |
وخُطَّ لك القبرُ في رَوْضَة ٍ | يميلُ على الغصنِ فيها الغصن |
ويَنتحِبُ الطيرُ في ظلِّها | ويَخلَعُ فيها النسيمُ الرَّسَن |
وقامت على العود أَوتارُه | تُعيد الحنينَ، وتُبدي الشَّجَن |
وطارحَكَ النايُ شَجْوَ النُّوَاحِ | وكنتَ تَئِنُّ إذا النايُ أَنْ |
ومال فناحَ عليكَ الكَمانُ | وأَظهر من بَثِّه ما كَمَن |
سلامٌ عليكَ سلامُ الرُّبا | إذا نفحتْ، والغوادي الهتن |
سلامٌ على جِيرة ٍ بالإمام | ورَهْطٍ بصحرائه مُرْتَهَن |
سلامٌ على حُفَرٍ كالقباب | وأُخرى ، كمُندرِساتِ الدِّمَن |
وجمعٍ تآلفَ بعدَ الخلافِ | وصافى وصوفيَ بعد الضَّغن |
سلامٌ على كلِّ طَوْدٍ هُناك | له حَجَرٌ في بناءِ الوطن |