كأْسٌ مِن الدنيا تُدارْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كأْسٌ مِن الدنيا تُدارْ | منْ ذاقها خلع العذارْ |
الليلُ قوامٌ بها | فإذا وَنَى قام النهار |
وحبا بها الأعمارَ ، لم | تدم الطوالُ ، ولا القصار |
شَرِبَ الصبيُّ بها، ولم | يخل المعمرُّ من خمار |
وحسا الكرامُ سلافها | وتناول الهَمَلُ العُقار |
وأصاب منها ذو الهوى | ما قد أَصاب أَخو الوقار |
ولقد تميلُ على الجما | د، وتصرع الفلَكَ المُدار |
كأسُ المنية ِ في يدٍ | عَسْراءَ، ما منها فِرار |
تـــجري اليــــــمينَ، فَمَــــنْ تولَّــــــــــى يســرة ً جرت اليســــــار | |
أَوْدَى الجريءُ إذا جرى | والمستميتُ إذا أَغار |
ليثُ المعامعِ، والوقا | ئع ، والمواقعِ ، والحصار |
وبقيّة ُ الزُّمَرِ التي | كانت تذود عن الذمار |
جندُ الخلافة ِ، عَسكرُ السـ | ـلطانِ، حامية ُ الديار |
ضاقت كريدُ جبالها | بك يا خلوصي والقفار |
أيامكم فيها - وإن | طال المدى - ذاتُ اشتهار |
علمَ العدوُّ بأنكم | أنتم لمعصمها سوار |
أَحْدَقْتُمُ بمقرِّه | فتركتموه بلا قرار |
حتى اهتدى منْ كان ضـ | لَّ ، وثاب من قد كان ثار |
واعتزَّ ركنٌ للولا | ية كان مُنْقضَّ الجِدار |
عِشْ للعُلا والمجدِ ـ يا | خيرَ البنين ـ ولِلفخار |
أَبكي لدمعك جارياً | ولدمع إخوتِكَ الصِّغار |
وأودُّ أنكمُ رجا | لٌ مثل والدكم كبار |
وأُريد بيتكُمُ عما | را ، لا يحاكيه عمار |
لا تخرجُ النَّعماءُ منـ | ـه ، ولا يزايلُه اليسار |