طويَ البساطُ وجفت الأقداحُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طويَ البساطُ وجفت الأقداحُ | وغدَتْ عواطلَ بعدكَ الأَفراحُ |
وکنفضّ نادٍ بالشآم، وسامرٌ | في مصرَ أنت هزاره الصدَّاح |
وتقوضتْ للفن أطولُ سرحة ٍ | يغدى إلى أفيائها ويراح |
والله ما أَدري وأَنتَ وحيدُه | أعليه يبكي، أم عليك يناح؟ |
إسحاقُ مات، فلا صبوحَ، ومعبدٌ | أودى ، فليس مع الغبوقِ فلاح |
ملكُ الغناء أزاله عن تختهِ | قدرٌ يزيل الراسياتِ متاح |
في الترب فوقَ بني سويفَ يتيمة ٌ | ومن الجواهر زَيِّفٌ وصِحاح |
ما زال تاجُ الفن تياهاً بها | حتى استبدّ بها الردى المجتاح |
لو تستطيع كرامة ً لمكانها | مشتِ الرياضُ إليه والأدواح |
رحماكَ عبدَ الحيِّ، أمكَ شيخة ٌ | قعدَتْ، وهِيضَ لها الغَداة َ جَناح |
كُسِرَتْ عَصاها اليومَ، فهي بلا عصاً | وقضى فتاها الأجودُ المسماح |
الله يعلم، إن يَكُنْ في قلبها | جُرحٌ ففي أَحشاءِ مصرَ جِراح |
والناسُ مَبْكِيٌّ وباكٍ إثْرَهُ | وبكا الشعوبِ إذا النوابغُ طاحوا |
كان الندامى إن شَدَوْتَ وعاقروا | سيّانِ صوتُك بينهم والراح |
فيما تقول مُغنِّياً ومُحدِّثاً | تتنافس الأَسماعُ والأَرواح |
فارقتَ دنيا أرهقتك خسارة ً | وغنمتَ قربَ اللهِ وهو رباح |
يا مُخلِفاً للوعد، وَعْدُك ما له | عندي ولا لك في الضمير بَراح |
عبثتْ به وبكَ المنية ُ، وانقضى | سببٌ إليه بأنسنا نرتاح |
لما بلغنا بالأحبة والمنى | بابَ السرورِ تغيَّب المفتاح |
زعموا نعيكَ في المجامع مازحاً | هيهاتَ! في ريب المنونِ مزاح |
الجِدُّ غاية ُ كلِّ لاهٍ لاعبٍ | عندَ المنية ِ يجزع المفراح |
رمت المنايا إذ رمينك بلبلاً | أَرداه في شَرَكِ الحياة ِ جِماح |
آهاتُه حُرَقُ الغرامِ: ولفظُه | سجعُ الحَمام لَوَ کنَّهُنَّ فِصاح |
وذبحهنَ حنجرة ً على أوتارها | تُؤسَى الجِراحُ، وتُذْبَحُ الأَتراح |
وفللنَ من ذاك اللسان حديدة ً | يَخشى لئيمٌ بأْسَها ووقاح |
وأَبحْنَ راحتَك البِلَى ، ولطالما | أَمسى عليها المالُ وهو مُباح |
روحٌ تناهتْ خفة ً فتخيرتْ | نزلاً تقاصرُ دونه الأشباح |
قمْ غنِّ ولدانَ الجنانِ وحورها | وابعثْ صَداك فكلُّنا أَرواح |