أمن وقوف على شام بأحماد
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أمن وقوف على شام بأحماد | وَنظْرَة ٍ مِنْ وَرَاءِ الْعَابِدِ الْجادِي |
تبكي نديميك راحا في حنوطهما | ما أقرب الرائح المبقي من الغادي |
مَهْلاً فإنَّ بَناتِ الدَّهْرِ عامِلة ٌ | فِي الغُبَّرِين وَمَا حيٌّ بِخلاَّدِ |
فاخزن دموعك لا تجري على سلفٍ | تخدي إلى الترب يا جهم بن عباد |
فِي النَّفْسِ شُغْلٌ عنِ الْغَادِي لِطَيَّتِهِ | وَفِي الثوَابِ رِضى ً مِنْ صَاحب رَادِ |
من قر عيناً رماه الدهر عن كثبٍ | والدَّهْرُ رَامٍ بإصْلاحٍ وَإِفْسَادِ |
وكيف يبقى لإلفٍ إلفُ صاحبه | ولا أرى والداً يبقى لأولاد |
نفْسِي الْفِداءُ لأَهْلِ الْبَيْتِ إِنَّ لَهُمْ | عهد النبي وسمت القائم الهادي |
لم يحكموا في مواليهم وقد ملكوا | حكم المحل ولا حكم ابنه العادي |
لكِنْ وَلُونا بِإِنْصَافٍ وَمعْدَلَة ٍ | حتَّى هجدْنا وَكُنَّا غَيْرَ هُجَّادِ |
إِنِّي لَغَادٍ فمُسْتأدٍ وَمُنْتجِعٌ | رَهْطَ النَّبِيِّ وَذُو الحاجاتِ مُسْتادِ |
يَا رَهْط أَحْمَدَ مَا زَالَتْ أَيمَّتُكُمْ | تؤدي الضعيف ولا تكدي لرواد |
لا يَعْدَمُ النَّصْرَ منْ كُنتُمْ مَوَالِيَهُ | وَلاَ يَخَافُ جَمَاداً عَامَ أَجْمَاد |
منكم نبي الهدى يقرو محاسنه | ساقي الحجيج ومنكم منهب الزاد |
صلت لكم عجمُ الآفاق قاطبة ً | فوج وفود وفوج غير غير وفاد |
إذا رأوكم وإن كانوا على عجلٍ | خروا سُجُوداً وَمَا كانُوا بِسُجَّادِ |
إِنَّ الخليفة ظِلٌّ يُسْتظلُّ بِهِ | عَالٍ مع الشَّمْسِ محْفُوفٌ بِأطْوَادِ |
قدْ سَرَّنِي أَنَّ مَنْ عادى كبِيرَكُمُ | في الملك نصفان من قتلى وشراد |
لا يرجعون لما كانوا وإن رغموا | ولا ينامون من خوفٍ وإجحاد |
إن الدعي يعادينا لنلحقهُ | بالمدعين ويلقانا بإلحاد |
ولا يزال وإن شابت لهازمه | مُذبْذَباً بَيْن إِصْدارٍ وَإِيرَادِ |
ينفيه أصحابهُ منهم إذا حضروا | وَإِنْ أَتانا وَهبْناهُ لِمُرْتاد |
لم يلق ذو المجد ما لاقيت من قرم | صُمٍّ عِنِ الْخَيْرِ بِالْقُرْآنِ جُحَّادِ |
لمْ يَشْعُرُوا بِرَسُولِ اللَّه، بَلْ شعرُوا | ثم استحالوا ضلالاً بعد إرشاد |
أَنْصَفُتُمُونَا فَعَابُوا حُكْمَكُمْ حَسَداً | والله يعصمكم من غل حساد |
سطوا علينا بأن كنا مواليكم | وَعَيَّرُونَا بِآبَاءٍ وأجْدَادِ |
وقد نرى عار قومٍ في أنوفهم | وَنَتْرُكُ الْعَيْبَ إِذْ لَيْسُوا بِأنْدَادِ |
كأننا عنهم صم وقد سمعت | آذانُنا قوْل جَوْرٍ غيْرَ قَصَّادِ |
يزري علينا رجالٌ لا نصاب لهم | كانوا عباداً وكنا غير عباد |
لَمَّا رَأوْنَا نُوَالِيكُمْ وَنَنْصُرُكُمْ | ثاروا إلينا بأضغانٍ وأحقاد |
قالوا بنو عمكم من حيث ننصركم | قول الرسول وهذا قول صداد |
لولا الخليفة أنا لا نخالفه | لَقَدْ دَلَفْنَا لأَرْوَادٍ بِأرْوَادِ |
حَتَّى نَزَوْنَا وَعَيْنُ الشَّمْسِ فَاتِرَة ٌ | فِي كَوْكَبٍ كَشُعَاع الشَّمْسِ وَقَّادِ |
نَحُشُّ نِيرَانَ حَرْبٍ غَيْرَ خَامِدَة ٍ | تحت العجاج بأرواحٍ وأجساد |
هناك ينسون مراواناً وشيعته | ويطرقون حذار المنسر العادي |
دون الخليفة منا ظل مأسدة ٍ | ومن خراسان جندٌ بعد أجناد |
قوْمٌ يذُبُّون عنْ مَوْلى كَرَامَتِهِمْ | ويحسنون جوار الوارد الصادي |
لله درهمو جنداً إذا حمسوا | وَشبَّتِ الْحرْبُ ناراً بَعْد إِخْمَادِ |
لا يَفْشلُون وَلاَ تُرْجى سُقاطتُهُمْ | إِذا علا زأرُ آسَادٍ لآِسَادِ |
إنا سراة بني الأحرار وقرنا | رَكْضُ الْجِيَادِ وَهزُّ الْمُنْصُلِ الْبَادِي |
فِي كُلِّ يَوْمٍ لنا عِيدٌ وَمَلْحمة ٌ | حتَّى سَبَأنا بِأسْيَافٍ وَأَغْمَادِ |
لا نرْهُب الْقتل إِنَّ الْقتْل مَكْرُمَة ٌ | ولا نضن على راح بأصفاد |
سُقْنَا الْخِلاَفَة َ تَحْدُوهَا أَسِنَّتُنَا | والقاسطون على جهد وإسهاد |
حَتَّى ضَرَبْنَا عَلَى الْمَهْدِيِّ قُبَّتَهُ | فسطاط ملكٍ بأطنابٍ وأوتاد |
إِنَّ الْخَلِيفَة َ طَوْدٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ | عَالٍ مَعَ الشَّمْسِ مَحْفُوفٌ بِأطْوادِ |
تجبى له الأرض من مسكٍ ومن ذهبٍ | ويتقَى غَيْرَ فحَّاش على البادي |
يغدو الخليفة مرؤوماً نظيفُ به | كما يطيف ببيت القبلة الجادي |
إذا دعانا ذببنا عن محارمه | ذب البنين عن البنين عن الآباء أحشاد |
وَنَازِعِينَ يَداً خَانُوا فَقُلْتُ لَهُمْ: | بعدا وسحقاً وكانوا أهل إبعاد |
رَاحَتْ لَهُمْ مِنْ يَدِ الْوَهَّابِ عُدَّتُهُمْ | مِنَ المَنَايَا تُوَافِيهِمْ بِمِيعَادِ |
فأصبحوا في رقاد الملك قد خفتوا | ولم يكونوا على السوأى برقاد |
مِثْلُ الْمُقَنَّع فِي ضَرْبٍ لهُ سَلَفُوا | أذْبَاحَ أصْيَدَ لِلأَبْطَالِ صَيَّادِ |
وعادة الله للمهدي في بطرٍ | شَقَّ العَصَا وَتَوَلَّى أحْسَنُ الْعَادِ |
يا طالب العرف إن الخير معدنه | فِي رَاحَتَيْ مَلِكٍ أضْحَى بِبَغْدَادِ |
سَلِّمْ عَلَى الجُودِ قَد لاَحَتْ مَخَايِلهُ | على ابن عمِّ نبي الرحمة الهادي |
تزين الدين والدنيا صنائعه | يخرجن من بادئ بالخير عواد |
عَمَّ العِرَاقَيْنِ بَحْرٌ حَلَّ بَيْنَهُمَا | ينتابه الناس من زورٍ ووراد |
نرى الندى والردى من راحتيه لنا | لَمَّا جَرَى الْفَيْضُ محْفُوزاً بِإمْدَادِ |
سِرْ غَيْرَ وَان وَلاَ ثانٍ عَلَى شَجَنٍ | إن الإمام لمن صلى بمرصاد |
وَكَاشِحِ الصَّدْرِ تَسْرِي لي عَقَارِبُهُ | رَشَّحْتُهُ لِعِقَابٍ بَعْدَ إِجْهَادِ |
أموعدي العبد إن طالت مواعده | لَهْفِي! مَتَى كُنْتُ أُدْحِيًّا لِرُوَّادِ؟ |
دوني أسود بني العباس في أشبٍ | صَعْبِ المَرَامِ غَرِيزٍ غَيْرِ مُنْآدِ |
بين الإمام وموسى لامرئٍ شرف | هذَا الْهُمَامُ وَهذا حيَّة ُ الْوَادِي |
الراعيان بإنعام ومرحمة ٍ | والغافران ذنوب الحالف الصادي |
أعطاهما الخالق الأعلى وهزهما | ميراث أحمد من دين وإصفاد |
وَالوَالدُ الْغمرُ وَالْعمُّ الْمُعاذُ به | لمْ يَرْضَيَا دُون إِفْرَاع وَإِصْعاد |
قاما بما بين يعبور إلى سبلٍ | مُسْتضْلعيْن بتُبَّاعٍ وَقُوَّاد |
حتى استباحا سنام الأرض فانصرفا | عنْ آل مَرْوَان صَرْعى غَيْرَ نُهَّاد |
نعم الإمامان لا يقفو مقامهما | بِالْحرس دُون عمُود الدِّين ذوَّاد |
هُما أَقَامَا عصَا الإسْلام وَارْتجعا | أَعْوَاد أَحْمَد منْ شرْقٍ وَأَعْوَاد |
فالآن قرَّتْ عُيُونٌ فاسْتقرَّ بها | موت النفاق ومنفى كل هدهاد |
تَفَرَّجَتْ ظُلَمُ الظَّلْمَاءِ عَنْ مَلِكٍ | منْ هاشمٍ فَرِسٍ للنَّاكثِ الْعادي |