يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي | قَطَّعْتَ قلْبِي بشَوْقٍ غَيْرَ تَعْتيبِ |
قُلْ للَّتي نفْسُها نَفْسي وما شعَرتْ | منِّي عليِّ بنومٍ منك موهوب |
إنَّ الرَّسول الَّذي أرسلت غادرني | بغُلَّة ٍ مثْل حرِّ النَّار مشْبُوب |
أساورُ الليل تحت الهمِّ مجتنحاً | منْ طُول صفْحك عنِّي في أعاجيب |
كأنَّ بي منْك طَبًّا لا يُفارقُني | وإنْ غدوتُ صحيحاً غيرَ مطبوب |
لقدْ ذَكرْتُكِ والْفَوْقَانُ يأخُذُني | وما نسيتكِ بين الكأس والكوبِ |
وقائلٍ إِذْ رأى شوْقي وصفْحكُمُ: | دعها فما لكَ منها غيرُ تنصيب |
لا شيْءَ أبْعد ممَّا لَسْتَ نَائلَهُ | إنّ البخيل بعيدٌ غيرُ مقروب |
فَقُلْتُ: كلاَّ سيجْزي منْ لهُ كرمٌ | شوْقاً بشوْقٍ وتقْريباً بتقْريب |
يهزُّني النَّاسُ منْ واشٍ ومنتصحٍ | واللَّيثُ يفرسُ بين الكلب والذِّيب |
لا خيْرَ في الْعيْش إِنْ لمْ تُقْض حاجتُنا | ممَّا نحبُّ على رغم الأقاريب |
يزيدُ في الدَّاء منْ تقلى زيارتهُ | إذا التقينا وشافٍ كلُّ محبوب |
يا «عبْد» حتَّام لا ألْقاكِ خالية ً | ولا أنامُ لقدْ طوَّلْت تعْذيبي |
أهْديْتِ لي الطِّيبَ في ريْحانِ ساحرة ٍ | يا «عبْدَ» ريقُكِ أشْهى لي من الطِّيب |
أهْدي لنا شرْبة ً منْهُ نعيشُ بها | إنْ كنتِ مهدية ً روحاً لمكروبِ |
إنَّ البغيض إلينا لا نطالبهُ | ذاك الهوى وحبيبٌ كلُّ مطلوب |
أمَّا النساءُ فإنِّي لا أعيجُ بها | قد صمتُ عنها بنحبٍ منكِ منحوب |
أنْتِ التي تشْتفي عيْني برُؤْيتها | وهُنَّ عنْدي كماءٍ غيْر مشرُوب |
وفي المحبِّين صبٌّ لا شفاءَ لهُ | دون الرِّضى بين مرشوفٍ ومصبوب |
إني وإِنْ كُنْتُ حمَّالاً أُجاورُهُ | صرَّامَ حبلِ التَّمنِّي بالأكاذيب |
لا يخْرُجُ الْحَمْدُ مِنِّي قَبْلَ تجْربة ٍ | ولا أكونُ أجاجاً بعد تجريبِ |