أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ | وقد طال العتاب فما انثنيتُ |
أعاذل ما ملكت فأقسريني | وَمَا اللَّذَّاتُ إِلاَّ مَا اشْتَهَيْتُ |
أطيعك ما عطفت علي براً | وإن حاولت معصيتي عصيتُ |
أعاذل قد كبرتُ وفي ملهى ً | وَلَوْ أجْرَيَتُ غَايَتَكِ ارْعَوَيْتُ |
لقد نظر الوشاة إلي شزراً | وَمِنْ نَظَرِي إِلَيْهَا ما اشتَفَيْتُ |
وقالوا : قد تعرض كي يراها | وماذا ضرهم مما رأيت |
وَمَا كَلَّفْتُهَا إِلاَّ جَمِيلاً | ولا عاهدتها إلا وفيتُ |
ويوم ذكرتها في الشرب إني | إذا عرض الحديث بها اعتديت |
شَرِبْتُ زُجَاجَة ً وَبَكَيْتُ أخْرَى | فَرَاحُوا مُنْتَشِينَ وَمَا انْتَشَيْتُ |
وَمَا يَخْفَى عَلَى النُّدَمَاءِ أنِّي | أجيد بها الغناء وإن كنيتُ |
وأتبعت المنى بنجاد "ليتٍ" | وما يغني عن الطربات "ليتُ" |
وَجَارِيَة ٍ يَسُورُ بِنَا هَوَاهَا | كَمَا سَارَتْ مُشَعْشَعَة ٌ كُمَيْتُ |
يُزَيِّنُ وَجْهُهَا خَلْقاً عَمِيماً | وزين وجهها حسب وبيتُ |
إذا قربت شفيت بها سقاما | على كبدي وإن شحطت بكيتُ |
نسجت لها القريض بماء ودي | لتلبسه وتشرب ما سقيت |
وَدَسَّتْ فِي الْكِتَابِ إِلَيَّ: إِنِّي | -وقيتك- لو أرى خللاً مضيتُ |
على ما قد علمت جنون أمي | وأعين إخوتي منذ ارتديتُ |
يَقُولُونَ: انْعَمِي، وَيَرَوْنَ عَاراً | خُرُوجِي إِنْ رَكِبْتُ وَإِنْ مَشَيْتُ |
وَمِنْ طَرَبِي إِليْك خَشَعْتُ فِيهِمْ | كَمَا يَتَخَشَّعُ الْفَرَسُ السُّكَيْتُ |
وقد قامت وليدتها تغني | عَشِيَّة َ جَاءَهَا أنِّي اشْتَكَيْتُ |
تَقُولُ وَدُفُّهَا زَجَلُ النَّوَاحِي | إذا أمي أبت صلتي أبيتُ |
دَعَانِي مَنْ هَوِيتُ فَلَمْ أجِبْهُ | وَلَوْ أسْطِيعُ حِينَ دَعَا سَعَيْتُ |
أَلاَ يَا أمَّتَا لا كُنْتِ أمّاً | أأمنع ما أحب وقد غليتُ |
أمِنْ حَجَرٍ فُؤَادُكِ أَمْ حَدِيدٍ | وَمَا يَدْرِي الْعَشِيرُ بِمَا دَرَيتُ |
وِمَا تَرْثِينَ لِي مِمَّا ألاَقِي | وَإِنَّكِ لَوْ عَشِقْتِ إذاً رَثَيْتُ |