اشفعي لي صريم عند الكنود
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
اشفعي لي صريم عند الكنود | |
تَيَّمَتْه عَجْزَاءُ مَهْضُومَة ُ الْكَشْحِ | تغول الحجى بعينٍ وجيد |
ولها مضحكٌ كغر الأقاحي | وَحَدِيثٌ كَالْوَشْي وَشْي الْبرودِ |
فَرَأتْنِي حَرَّانَ مشْتَعِبَ الْقَلْبِ | بئيساً من حبها في قيود |
مَا أصَلِّي إِلاَّ وَعِنْدِي رَقِيبٌ | قَائِمٌ بِالْحَصَى يَعدُّ سجودي |
فرمت بي خلف الستور لأفوا | هِ الْمَنَايَا مَنْ بَيْنِ حمْرٍ وَسودِ |
ثم قالت: نلقاك بعد ليالٍ | وَاللَّيَالِي يُبْلِين كلَّ جَدِيدِ |
عِنْدَهَا الصَّبْر عَنْ لِقَائِي، وَعِنْدِي | زفَرَاتٌ يَأكلْنَ قَلْبَ الْجَلِيدِ |
أيُّها السَّاقِيانِ صُبَّا شرابِي | واسقياني من ريق صفراء رود |
مِنْ بنِي مالِكِ بْنِ وهْبان كالشَّا | دِنِ جَلَّى فِي مِجْسَدِ وعُقُودِ |
إن في ريقها شفاءً لما بي | وسعوطاً للمحصب المورود |
ولقد قلت حين لج بي الحبُّ و | ـبحْتُ خاشِعاً كالْوحِيدِ: |
كيف لي أن أنام حتى أرى وجهـ | فِي النَّوْم يابْنة الْمحْمُودِ |
إنَّ دائِي طغى وإِنَّ شِفائِي | غُبْرَة ٌ مِنْ رُضابِ فِيكِ الْبَرُودِ |
بِحياتِي مُنِّى عَلَيَّ بِنوْم | أوْ عِدِينِي رضِيتُ بِالْموعُودِ |
قَرِّبِينِي إِنَّ الكرامة والْقُرْ | ب مكان الودود عند الودود |
ما أبالي من ضن عني بنيل | إِنْ قضى اللّه مِنْكِ لِي يوْم جُود |
إِنَّ منْ قدْ أصبْتِ مِنْ شرف الْحيِّ | مصيخٌ إليك خوف الوعيد |
يعريه الوسواس منك فيضحي | كالْغرِيبِ الْمُكِبِّ بيْن الْقُعُودِ |
وإذا ما خلا لبرد مقيل | حضرتْهُ الْمُنَى حُضُور الْوُقُودِ |
فله زفرة ٌ إليك وشوقٌ | حال بين الهوي وبين الهجود |
يَابْنَة َ الْمَالِكِيِّ قَدْ وَقَعَ الأَمْرُ | فأوفي لعاشقٍ بالعهود |
لا تَكُونِي لِذَا وَذَاكِ فَإنِّي | لَسْتُ عِنْدَ الذَّوَّاقِ بِالْمَوْجُودِ |
وَجَوَارٍ حُورِ الْمَدَامِعِ لَذَّا | تِ الأَمَانِي كَالنَّظْمِ نَظْمِ الْفَرِيدِ |
صُمْتُ عَنْهُنَّ كَيْ تَصومِي عِنِ الْقَوْ | م وَقَدْ حِينَ مصْغِيَات الْخُدُود |
وسألت العشاق عنا فقالوا: | زر حبيباً وبت على تسهيد |
للمحبين راحة ٌ في التلاقي | واشتياقٌ يبريهما في الصدود |
فادْنُ مِمَّنْ تُحِبُّ غيْر ملُوم | ليْس فِي الحُبِّ راحة ٌ مِنْ بَعِيدِ |
قد جوناك يا عبيد وأني | بِكعابٍ مُحْفُوفة ٍ بِالأُسُودِ؟ |
رهْطُها شُهَّدٌ وجِيرانُها سُهْـ | د إلينا وقلبها من حديد |