كم أُنادى للجمالِ في ذُرَى تلكَ المغانى |
سَبَّحتْ للهِ نَفْسى واْحتوتْ كُلَّ المعانى |
حَيثُ أَطيارٌ تُغنى، حيثُ نَفحٌ قد سَبانى |
إنَّ في النفسِ الرِّياضَ وعلى الأَرضِ المباني |
بَينَ هاتَينِ أَرانى جِئتُ أَرتادُ الجَمالْ |
*** |
ولذاكَ النهرِ أَغدو فأُغني للحياهْ |
للجمالِ العذبِ سَاجٍ في قَراراتِ المياهْ |
لروابى الحسنِ والحُسنُ يُغنى في فَضَاهْ |
فاذا النهرُ قلاني وتَحاشَتْنى رُؤاهْ |
فأنا الراحِلُ للصحراءِ في بيتِ الجَمالْ |
*** |
وإذا أَشرقَ صُبحٌ فَهوَ بالآفاقِ رَونَقْ |
وبِهِ سِحرٌ وَعِطرٌ قَد حَوى المعنى المنمَّقْ |
سَوفَ أسعى لغدير في بَديعِ الرّوضِ مُونقْ |
فإذا الصُبحُ تَنَاءَ ى فوقَ أَوهَامىَ وَحَلَّقْ |
فأنا الراحِلُ للصحراءِ في بيتِ الجَمالْ |
*** |
وإذا جَنَّ ظَلامٌ مُسدِلاً طرفاً سقيمْ |
سِرتُ للبدرِ أُحَيِّيهِ وَصَافَحْتُ النُجومْ |
وَوَضَعتُ القَلْبَ حُبَّاً بَينَ طَيَّاتِ الغيومْ |
فاذا البدرُ تلاشى واعترى الشُهبَ الوجُومْ |
فأناالراحِلُ للصحراءِ في بَيتِ الجَمالْ |
*** |
قِيلَ للأَيامِ حُسنٌ في ثراها قد تَنزَّلْ |
وَمَعِينٌ مِنْ جَمالٍ يُطلِقُ الروحَ المكبَّلْ |
قُمْ خيالي فَتَغَنَّى ومِنَ السلسلِ فانهلْ |
وإذا عانَيتَ في الأَيامِ ضَيماً فتمهَّلْ |
لا تُبالى إنَّ فى الصحراءِ بيتاً للجَمالْ |
*** |
ووفائى لربيعٍ هَشَّ يا حُسنَ الربيعْ |
لنجودٍ لسهولٍ لزهورٍ لرُبُوعْ |
لِوُحُوشِ الغابِ تَعدُو لطيورٍ لهزيعْ |
فاذا أنتابنى حِسٌّ عَنْ وَفائى بالخنوعْ |
فأَنا الراحلُ للصحراءِ في بيتِ الجَمالْ |
*** |
لى حَبيبٌ أَشتَهى مِنهُ إذا بانَ اللقاءْ |
وأُناجى الطيفَ شَوقاً ووُلُوعاً واصطفاءْ |
قد تعاهدنا على الإخلاصِ في دنيا الوفاءْ |
فاذا أَحَجمَ يوماً وانتوى نحوى الجفاءْ |
فأنا الراحلُ للصحراءِ في بيتِ الجَمالْ |
*** |
ثم فى الصحراءِ أَمضى بين شِطئانِ الرمالْ |
بين كثبانٍ تُغنِّى بينَ أَحضانِ التلالْ |
سَوفَ أَمشى رَافلاً ما بين آفاقِ الجلالْ |
فاذا الصحراءُ نادَتْ في حُبورى بالوَبالْ |
فأنا الراحلُ عنها لمعينٍ في الخَيالْ |
*** |
سوفَ أَبنى في خيالى ذلك الكَونَ الرحيبْ |
وسأدحو بفؤادي فَلَواتٍ وَسُهُوبْ |
وسأجريهِ مِياهاً نابعاتٍ من قُلوبْ |
فائضاتٍ بالأماني بالمغاني بالطيوبْ |
إنه كَونٌ بديعٌ في فؤادى للجَمالْ |