غيوم السماء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غُيومُ السماءِ رأيتُ المُنى | سَرابا يجوسُ بأدنى مَدَاهْ |
غيومُ السماءِ وهل خبَّروكِ | بِداءِ القلوبِ بوادى الحياهْ |
وقد طَوَّفَت أُغنياتُ الجنونِ | وَقَدْ عَربَدَ الغمُّ .. داعٍ دَعاهْ |
غيومُ السماءِ وما يَرتجِى | كَئيبٌ يُتَمتمُ : وَا لو عَتَاهْ |
رأَى في الأَصيلِ احمرارَكِ غَضْبَى | فجاشَتْ بِه لوعةٌ من دُناهْ |
تسَربَلَ وَهماً حبا في الشِعابِ | يَؤُمُّ فَلاةً تَؤمُّ صَدَاهْ |
*** | |
غيومُ السماءِ وقد تعجبينَ | أَيحزَنُ قلبٌ وضوءٌ حَواهْ |
وما الحزنُ إلا سَليلُ الضياءِ | خَدينُ الظلامِ وَليدُ الرفاهْ |
وما الحزنُ إلا وَثيقُ عُرىً | تَمنطَقَ وادىٍ يَئزُّ صداهْ |
وما الحزنُ إلا ضَريبُ الدنا | وقد عرَبدتْ عندَهُ فى هَوَاهْ |
وما الحزنُ إلا ضَجِيعُ الأنامِ | شَطِيرُ الصخورِ ..نَسِيبُ المِياهْ |
ثَوى الحُزنُ في مُشرِفَاتِ التلاعِ | وتحتَ الرواسخِ أورى لَظَاهْ |
رُوَيداً رُوَيداً سرى في الأَثيرِ | وسارَ بِهُزءٍ يَصُكُّ الجِباهْ |
وفي الدَّيرِ صلَّى مَعَ التَّائِبينَ | وفي الحانِ سكرانُ يعصي الإلهْ |
وفي الصّحوِ يمشي بدربِ المُنَى | وفى النومِ حُلمٌ ..حَكَى الإنتبَاهْ |
وذا الحزنُ طوْقُ الحياةِ الكئيبُ | كسا عُنقَها ثم أَرخى رِدَاهْ |
وذا الحزنُ طوقُ الحياةِ اللعُوبِ | طَوَى الخصَر منها . وَقَبَّلَ فَاه |
وحتى السُرورَ دَنا الحُزنُ منهُ | تَقَصَّدَ بيتَ الرضا . فَأَتاهْ |
فانْ سَارَ طَيفُ ففى الحزُنِ يخطو | وإما اْنزَوَى كَبَّلَتْهُ يَدَاهْ |