تلك القمم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غَزَوتُ بحاراً بلا ساحلٍ | وأَمسَكتُ عنِّي طُيوفَ الأَلَمْ |
وهذى أَمانيَّ في رَبْوَةٍ | كسَاها ضَبابُ السنينِ الأَحَمْ |
فيا لوعةً مثلَ هَولِ الأَنينِ | تغَشَّتْ فؤادَ الضنى والسَقَمْ |
إِليكِ أشدُّ رِحالَ المُنَى | ومنكِ أجوبُ فجاج العَدَمْ |
سأرحلُ عن أُمسيات الجنونِ | وأَسكبُ شجواً خَفِيتَ النَغَمْ |
ففي النَّجْمِ مأوَىً لِكُلِّ طَرِيدٍ | عنيدٍ تَسامى على كلِّ هَمْ |
وفيه رياضُ الشذَى والندى | وفجرٌ تَغنَّى بذكرىْ النَدَمْ |
وذاكَ شُعاعٌ وفيه فُتُونٌ | تَراقَصَ كالنازِكِ المضْطَّرِمْ |
اليه هجرتُ دِنانَ الهَوَى | وَمَا شاقَنى عندها مِنْ زَخَمْ |
*** | |
على جامِحَاتِ بَنَاتِ الخيالِ | أُصارِعُ يَمَّاً تَحاشاهُ يَمْ |
وأضْرِبُ في طُرقاتِ الفضاءِ | وقد أَمتَطى سابِحاتِ الدِّيَمْ |
وماذا أُؤمِّلُ عند الثَّرى | وقد صَفَّقَ الجَوُّ ثم اْحتَدمْ |
هناكَ ليالي الدهورِ تغنَّتْ | أَرى الأَمْسَ مصطَخِباً كالخِضمْ |
هناك جَمالٌ وفيه بَهَاءٌ | هناكَ أَنينُ الفضا والرُّجَمْ |
وقد عَربَدَ النورُ عند الضحَى | وقد جَلْجَلَتْ في الهزيعِ الظُلَم |
وكم غَرَّدتْ للحياةِ طُيورٌ | وكم غازَلَتْها طُيُوفٌ وَكَمْ |
فعندالسَحُورِ أنا المُغْتَدِى | على أَغنِياتِ طُيورِ القِمَمْ |
لأنهل من دافِقاتِ العيونِ | فتلك المناهلُ تُجلي السأَمْ |
وأَسكُبُ قلبى بدنيا الجمالِ | وأَدفِنُهُ في تُخُومِ الأُمَ |