أرسلت خلتي من الدمع غربا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرسلت خلتي من الدمع غربا | ثم قالت: صبوت بل كنت صبا |
قُلْتُ: كلاَّ لاَ بلْ صفا لكِ حتَّى | زادكِ اللَّه يا عُبيْدة ُ حُبَّا |
ما تعرضتُ للكوانس في الستر | ولا العارضات سرباً فسربا |
أنْتِ كَدَّرْتِ شِرْبَهُنَّ فأصْبَحْـ | ـنَ غِضاباً علَيَّ يذْمُمْن شِرْبا |
وتلافيتني بذلك عنهن | وأنْسٍ يُصَب لِلْحُبِّ صبَّا |
فلهُنَّ الطَّلاَقُ مِنِّي، ومنِّي | لك طُولَ الصَّفَاء والْوُدِّ عذْبا |
فاطْمئِنِّي ملكْتِ نَفْسِي وقلْبِي | وهُمُومِي فما يُجاوِزْن وصْبا |
لاَ تخافِي علَى مكانِكِ عِنْدِي | عوْضُ ما هلَّل الْحجِيجُ ولبَّى |
إِنَّ قلْبِي ملآنُ مِنْ حُبِّكِ الْمحْـ | ـضِ فحسْبِي مِنْ حُبِّي ثِنْتيْنِ حسْبا |
ضِقْتُ عنْ كُرْبة ِ الْعِتابِ فحسْبِي | لا تزيدي حبيب نفسك كربا |
ويْحَ نفْسِي، أكُلَّما دَبَّ واشٍ | بحديثٍ وثبت للهجر وثبا |
ما كذا يصنع المحبُّ فقري | أين منا من لا يقارف ذنبا |
لم يكن لي رب سوى الله يا عبد | فما لي اتَّخذْتُ وجْهَكِ ربَّا |
إِنَّنِي واهِبٌ لِوجْهِكِ نفْسِي | فاقبلي ما وهبت نفساً وقلبا |
ولقد قلتُ للذي لامني فيـ | ك جهاراً وما تقنعتُ خبَّا |
رُحْتَ صُلْباً ولوْ شَرِبْتَ مِن الْحُبِّ | بِكأسِي لما تَرَوَّحْتَ صُلْبا |
فاترك اللوم في عبيدة إني | تاركٌ منْ يلُومُ فِي تِلْك جَنْبا |
حدَّثتْنِي الْعُيُونَ عنْها فحالفْـ | ت المصلى أدعو إلهي مكبا |
كدُعاء الْمْكرُوبِ فِي لُجَّة ِ الْبحْـ | ـرِ يُنادي الرَّحْمنَ رغْباً ورَهْبَا |
فاسْتجاب الدَّعاءَ واسْتوْجب الشُّكْـ | ر إلهٌ قريب ازداد قربا |
كَانَ مَا كَان بِي مِنَ الوَصْفِ عَنْهَا | ثم عاينتُ ذاك فازددت عجبا |
هي رود الشباب فاترة ُ الطر | ف تدرَّى مثل العريش اسلحبا |
عقِبُ الُمنْكِبَيْنِ عنْ مسْبَحِ الْقُرْ | ب برود اللثات يبرقن شنبا |
يشْبعُ الْحِجْلُ والدَّمالِيجُ والسُّو | ر بجم يلبسن بالعين طبا |
وثقال الأرداف مهضومة ُ الكشـ | ـحِ كغُصْنِ الرَّيْحانِ يهْتزُّ رَطبا |
إن أمتَّع بها فيا نعمة اللـ | ـهِ! وإِنْ يَنْحرِمْ فويْلِي مُحِبَّا! |