الحُزن الآخر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كان للحُزن عندك منذ الطفولة | زبدٌ أبيضٌ مثل دجلة، | كان يرتاعُ منك و ترتاعُ منه | و إذ يُجهش الليل، تُدنيه | تُدنيه حتى الشغاف | و تُطلان من شرفة الوهم | فوق ذبول الأماني القليلة. | كان متئداً كالضباب على البحر | يُقبلُ شيئاً فشيئاً | و يرقص شيئاً فشيئاً | و يكبُر، يصغُر، مثل اختلاج فاتنةٍ | تتوهّجُ فوق الفُرات | و تنظرُ في مائه ثم تهمس: إني جميلة. | كان حزنك طفلاً تعثّر في لعبه، فاستشاط | و أرخى على كل شيءٍ سدوله | كان شعراً تفجرَ إلا قليلا | فناح عليه انتظارُ القوافي | وما قد تأهّب في الغزل المستسِر المراوغ | للبوحِ في لغةٍ مستحيلة. | فأين هو الآن؟ | قد جاء حُزنٌ غريب | يلطخ كل الوجوه وكل القلوب | وكل المعاني النبيلة | جاء حزن الحواة | جاء حزن الطغاة | جاء حزن الرذيلة. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد العلي) .