ما الذي سوف يبقى |
إذا رحت أنزع عنك الأساطير |
أرمي المحار الذي في الخيال إلى الوحل؟ |
ماذا سأصنع بالأرق العذب |
ماذا سأصنع بالأرق العذب |
بالجارحات الأنيقات |
أما لقيتك دون الضباب الجميل |
كما أنت.. كن لي كما أنت |
معتكراً غارقاً في السفوح البعيدة |
مختلطاً بالثمار |
ومكتئباً كالعيون الوحيدة |
بيني وبينك هذا الضباب |
الذي يمنح الحلم أشواقه |
يمنح الوهم أجنحة الماء |
ها أنت فيه غويُ |
كنافورة من نخيل |
كأرجوحة من هديل. |
يقولون كنت هنا منذ أول فجر |
وآباؤنا بذروا فيك أحلامهم |
بذورنا - ولما نزل في الأماني - على الموج |
وكنا حقول الهوى فوق زرقتك البكر |
كنا الزغاريد تشعلها الفاطمات إذا ما أطلوا مع السحب |
(دانه .. دانه .. لا .. دانه) |
ها نحن جئنا |
ولسنا نريد اللآلئ |
لسنا نريد الذي لم يزل نازحًا في امتدادك |
إنا نريد الوجوه التي كان آباؤنا يبذرون على الموج, |
أسماءنا |
أن نسير على الأرض دون انحناء ... |
وها أنت كالحزن تنداح |
تنداح دون انتهاء .. |
وبيني وبينك هذا الضباب الجميل |
- ترمدت الشهب الحُلميّة |
يلبس عري الصخور هو الآن |
لا ماء في الماء |
أوقفني مرة نورس كان في البعد |
أسمع من ريشه المتقاطر لحنًا |
وأخيلة تغسل الموت من كل أوهامنا المشرئبة بالخوف |
لكنه ذاب في الملح .. |
أعدو قرونًا على السيف |
أسأل كل الشموس التي اختبأت فيه |
كل الحرارات |
كل الرياح, المرايا, المراكب |
سرت إلى أين |
يا زرقة علمتنا الأناشيد?! |
كان الأصيل شهبا كنهدين ما التفتا بعد |
خامرني غزلٌ مثقفٌ بالعصافير |
لكنها لم تجئ |
زرقة علمتنا الأناشيد |
أطفأت قلبي |
- جميل سهاد المحبين |
حين يكون الظلام خليجًا |
وتأوي إلى الأرض أنهارها .. |
ثم ينأى الخليج الذي يحمل القلب , |
ينأى إلى حيث يبقي الضباب : الحداء - الدليل .. |
هناك أقتل هذا الكمين المخاتل، أو ما يسمونه: |
شعراً، وأرقص .. أرقص والكأس، والذكريات الحييات .. |
عن أمس, أو عن غدٍ سوف يأتي |
وبيني وبينك هذا الضباب الجميل |