إلى أولئكَ الذينَ عاهدتهم بأنني : |
( سأصلُ إلى النهرِ يوماً ... و أغسلُ من وسخِ الأيامِ حذائي ) |
( 1 ) |
و أُنيخُ شعري للذينَ خذلتهم |
و أخصُّ أُنثايَ التي |
خفضتْ جناحَ القلبِ لي |
فَعَرجتُ من وجعِ الترابِ |
كأنَّني حلمٌ شَفيفُ |
و أكادُ ألمحُ في الهواجِسِ من يطوفُ |
( أمّي ) |
* * * * |
( 2 ) |
و إلى اللواتي كنتُ ثامنَهنَّ ننتَظِرُ الولادةَ ، |
كلَّما نشبَ العراكُ على البيادِرِ قُلْنَ لي : |
لا بدَّ تاسعنا سيأتي كي يقاسمكَ انكساركَ |
يا وحيدُ |
و ها كبرنا ، |
لم أزل وحدي المتوَّجَ بانكساري |
ليسَ لي إلا نشيدي حينَ تَشخَصُ أعينُ الأصحابِ حولي كالضواري |
ثمَّ يختَتِمُ العراكَ على الحصى دَميَ النَزُوفُ |
و أكادُ ألمحُ في الهواجِسِ من يطوفُ |
( أخواتي ) |
* * * * |
( 3 ) |
و إليَّ ... |
مكتظَّاً ضياعَ السابقينَ / |
اللاحقينَ |
كما اشتهتني بعدها ؛ |
قلبي على مرمى المنافي محضُ حلمٍ لا يُفَسَّرُ / |
نصفُ بابٍ |
ملَّهُ النصفُ الرديفُ |
و أكادُ ألمحُ في الهواجِسِ من يطوفُ |
( أنا ) |
* * * * |
( 4 ) |
و إلى رِفاقِ الملحِ يخطفهم غداً |
من أضلعي |
غدرٌ أليفُ |
و إلى الطفولةِ حينَ قالوا : |
ماتَ جدُّكَ ، |
قلتُ : كيفَ ولم يُوَدِّعني ؟ |
انتظرتُ رجوعهُ عاماً |
ليُكملَ قصَّةَ ( المصباحِ و الكهفِ القديمِ ) |
و قالَ : يأخذني إلى التلِّ البعيدِ |
أمَسُّ قطنَ الغيمِ عن كثبٍ / |
سيُخبرني الحقيقةَ كيفَ تنجبنا النساءُ ، |
فَكَكْتُ أحجيةَ المساءِ و لم يَعُدْ |
لا .. لم يَعُدْ |
وكأنَّما عمرُ الذينَ أحبُّهم |
بالكادِ إيقاعٌ خفيفُ |
و يظلُّ يخفتُ ، |
ثمَّ يخفتُ |
ثمَّ يدهمني ضياعي |
حينَ يذوي في صهيلِ الريحِ |
مصباحي الكفيفُ |
وأكادُ ألمحُ في الهواجِسِ من يطوفُ |
( رفاق الملح ) |
* * * * |
( 5 ) |
و إلى التي نَصَبَتْ كمائِنَ ذكرياتي ، |
كُلَّما ضاقتْ بلادٌ في نشيدي المرِّ |
و انطَفأ المدى |
و كبوتُ في عتَماتِ نفسي |
راشقتني بالندى |
فاخضرَّ في الأفقِ المحاصرِ |
فوقَ هاويتي رَصيفُ |
و أكادُ ألمحُ في الهواجِسِ من يطوفُ |
( حلب .. ) |
* * * * |
( 6 ) |
إلى الذي كالرايةِ البيضاءِ يجثو منهكاً |
على رصيفِ العمرِ في أوجِ الزوالِ . |
يَعُبُّ عمراً ما تبقَّتْ شهقةٌ |
منهُ و أخرى في ( لُفافاتِ ) السعالِ . |
أُحسُّهُ ينسلُّ منّي همسةً |
بالكادِ مرَّتْ في صداها / |
برعماً في ذروةِ اليخضورِ أرداهُ الخريفُ |
( أبي ) |
...... و لا أضيفُ |
* * * * |
( 6 ) تفعيلة هذا المقطع من الرجز أما باقي القصيدة من الكامل |