حلم 1 ( نصف حلم ) : |
...، |
دَهَمتْ عليَّ الحلمَ حافيةً تسيرُ |
على مياهِ الروحِ مثلَ قصيدةٍ ، |
فشردتُ في الإيقاعِ أتبعها ، |
على مرأىً من المرآةِ هَمَّت ترفعُ الأنقاضَ |
عن أزهارها |
عن ثلجها الناريِّ ، قالت : " هيتَ لكْ " |
فهَمَمْتُ ، أذكرُ أنّني ... ... .. |
... ... ... ... ... .. ... ... ... ... ... |
... ... ... ... ... .. ... ... ... ... ... |
متفاعلن ، متفاعلن ، متفاعلكْ !! |
و همَمْتُ ، |
أذكرُ أنها قالت : أنِ اهبطْ ... ، |
قبلَ نصفِ الحلمِ أيقظني لُهاثٌ |
من شقوقِ الليلِ ، و المرآةُ واجِفةٌ |
- كطفلٍ مسَّهُ شبحٌ - تُرَدِّدُ رعشتي : |
إيِّاكَ ... ، لا تَقْصُصْ عليهم مقتلكْ |
* * * * |
حلم 2 ( عجوز ) : |
...، |
و رأيتني |
أسري على قلقِ الرمالِ |
كلُّ الذينَ ظَنَنْتُني أغويتهم |
ملّوا الإقامةَ في رِحالي |
الآنَ يخذلني الغواةُ |
فليسَ يتبعني هنا من بعدهم |
إلا ظِلالي |
بالكادِ تلمحني الحياةُ |
على مداها أرتدي صبحَ الطفولةِ ، |
ثمَّ أخبو فجأةً |
كالظلِّ أبلغُ ذروتي عندَ الزوالِ |
بالأمسِ توقظني خُطا الفتياتِ |
تحتَ نوافِذي |
والآنَ يوقِظني سُعالي |
لا بدَّ أن أغفو |
و أحلمَ مرَّةً أخرى |
لأدركَ أنَّني بَشَرٌ على قيدِ الزوالِ |
* * * * |
حلم 3 ( جنازة ) : |
...، |
في الليلِ |
- فيما لا يراهُ النائمونَ - رأيتُني |
- وحدي و هذا الليلَ ، ثالثنا العراءُ - |
أسيرُ خلفَ جنازتي |
أبكي عَلَيَّ |
مضرّجاً بطفولتي الأولى |
على وشكِ اقترافِ قصيدتي |
تقتادني ريحٌ |
قريباً من جموحِ الروحِ في سفحٍ يُطِلُّ على هواجسها |
و أبعدَ عن تكاليفِ المجازِ |
و عن تَلَعْثُمِ شاعرٍ في وصفِ رائحةِ الترابِ ، |
يشدني الإيقاعُ أتبعهُ كأني أرتدي غيماً و أعلو |
ثمَّ أعلو ... |
عارياً منّي تماماً |
لم أعدْ أخطو على الظلِّ المتاخمِ قامتي |
أعلو و أعلو |
ثمَّ أهوي من على سفحِ الهواجِسِ فجأةً |
مستسلماً لرطوبة الطينِ الذي سأكونهُ |
يقتادُني منّي إليْ |
وكأنَّني أحدٌ سِوايَ ، أسيرُ خلفَ جنازتي |
أبكي عَلَيْ |
* * * * |
حلم 4 ( وحيد ) : |
...، |
و رأيتُني لي إخوةٌ ! |
ما كنتُ أشبههمْ كثيراً |
في الحنينِ إلى المنافي ، |
غيرَ أنّي |
كنتُ أتبعهم بقلبي ، |
... عندَ مفترقِ الهواجِسِ أخبروني |
أنَّهم كانوا على سفرٍ ، |
فخضَّبني الأصيلُ |
في الفجرِ قبلَ رحيلهم . |
أيقظتُني كي لا أصابَ بقُبلةٍ ، |
فخّارُ قلبي لم يزلْ غضَّاً |
و يكسرهُ الرحيلُ |
مازلتُ أدَّخِرُ ( الطباشيرَ ) القديمةَ ربَّما |
عادوا غداً |
كي نملأَ الجدرانَ بالأزهارِ |
و الأنهارِ ... |
قد تاهوا هناكَ وها أنا |
أغفو لأتبعَ ظلَّهم |
و يسيرُ بي حُلُمي القتيلُ |
مازلتُ أُبصِرُ خطوهم فوقَ الرمالِ |
و كلَّما اشتدَّتْ |
رياحُ الأمنياتِ و شَفَّني حُلمٌ |
يحاصرني الصهيلُ |
و كأنهم حولي هنا |
أعدو وراءَ خيولهم |
حتّى انطفاءِ الصوتِ في صوتي أنادي : |
- إخوتي ... |
يأتونَ من حلمي خِفافاً ، |
كلَّما عَوَتِ الذئابُ على التخومِ |
و مسَّني فَزَعُ الرعاةِ يسوقهم حلمي |
كأنَّ رياحهم هبَّتْ على الطرقاتِ |
فاضطربَ النخيلُ |
في الجانبِ المهجورِ من روحي هناكَ ، |
فأدخلُ المرآةَ وحدي ؛ |
لم تزلْ آثارُ معركةٍ على طرفِ الجبينِ |
أسيرُ صوبَ الذكرياتِ |
أديرُ معركتي |
وأحملُ قامتي وحدي جريحاً ،... |
عصبةٌ حولي |
و وحدي بينهم سفحٌ تروِّضهُ الخيولُ |
و رأيتُني لي إخوةٌ ! |
فعرفتُ أنّي واهمٌ ، و بأنَّهم |
أضغاثُ أحلامٍ تزولُ |
* * * * |
حلم 5 ( الكابوس ) : |
( مجدولين ) للكاتب الفرنسي ( ألفونس كار ) |
متأخراً آوي إلى الكابوس ، |
يفجؤني الصدى : |
همسٌ خفيفُ الوطءِ لامرأةٍ تُمَشِّطُُ حقلها |
و وراءَها المصباحُ نحَّاتٌ خرافيٌّ |
يُعبِّئُ في تجاعيدِ الستائرِ ظلَّها : |
... ظلانِ يشتبكانِ ، |
يعتامُ المكانُ ...، |
و خلفَ شقِ البابِ تلتبِسُ الرؤى ، |
وتغيمُ أضواءُ المدينةِ في ضفائرِ ليلها |
همسٌ : ( أحبُّكَ ... ، ) |
صوتها المبحوحُ يشربهُ الصدى فنجانَ بوحٍ كانَ لي . |
لكنَّني لستُ الذي في الحلمِ ، أفزعني القرينُ |
على وسائدِ رملها |
فَوَخَزتُني " كي أوقِفَ الكابوسَ " ، |
أذكرُ أنّني نزفتْ دموعي قربَ شقِ البابِ / أذكرُ أنَّها همستْ : ( أحبُّكَ ... ، ) |
صوتها مازالَ يتبعهُ الصدى |
لكنَّني لستُ الذي ... |
متأخِراً ... |
قبلَ اكتمالِ الشكِّ يفجؤني اليقينُ |
يفيقُ مذعوراً حَمَامي - كالغبارِ - على حوافرِ خيلها |
* * * * |
حلم 6 ( ........ ) : |
... ، |
الحلمُ يؤنِسُ وحشةَ السجناءِ ، لكنْ |
حينَ تنجِبُكَ السجينةُ |
ما مصيرُكَ |
هل ستورِثها نصيبكَ في المتاهةِ |
أم ستُورِثُكَ الحِصارْ ؟ |
في الحلمِ للغرباءِ أرضٌ لا تُصادِرها الجيوشُ |
فحينَ تنجبكَ الغريبةُ |
هل سيكفي صدرها |
وطناً لدمعكَ حينَ تنكركَ الديارْ ؟ |
يستسلمُ الأيتامُ للأحلامِ فجراً ، |
ثَمَّ آباءٌ هناكَ يُزاوِلونَ حياتهم بعدَ الرحيلِ ، |
فحينَ تنجِبكَ اليتيمةُ |
هل ستُنسيها أباً ؟ |
( كانتْ إذا تصحو يُضَفِّرُ شعرها ، |
و يُعِدُّ شاياً |
كي تُشاركهُ الصباحَ / صباحهُ ... ) |
و يَمُرُّ عامٌ |
و الضفائِرُ كلَّما خفقتْ على المرآةِ تفتقِدُ الأصابعَ |
و الصباحاتُ الرتيبةُ دونَ شايٍ ... |
ثمُّ يخبرها الرعاةُ الأشقياءُ / رِفاقها : |
أنَّ الذي انتظَرَتهُ عاماً لن يعودَ ، |
تُجيبُهُمْ : هوَ عائِدٌ ، بالأمسِ أخبرني ... ، |
( و تُطرِقُ ) : |
كانَ حُلْماً ، لم تَكَدْ تلقاهُ حتى |
حالَ بينهما الغبارْ ؟ |
للنومِ سلطانٌ عليكَ ، فإن تَنَمْ |
فاحلمْ على قدَرِ البساطِ و لا تَثِقْ بالحلمِ |
كي لا تستبدَ بقلبكَ المهجورِ وحشةُ نخلةٍ |
تحيا على وَجَعِ القِفَارْ |
كم خِنجرٍ يكفي |
لتعرفَ نعمةَ المنفى - صديقي - |
حينَ تنكركَ الديارْ ! |
* * * * |
حلم 7 ( رؤيا ) : |
...، |
إنّي رأيتُ .................... |
....................... |
....................... !! |
* * * * |