يباغتُني في وجوهٍ عديده |
ويرقبُني في زوايا القصيده |
ويأتي ولم يأتِ يشعلُ حولي |
طقوسَ هوى وقلوباً شهيده |
ويسكنُني دمعةً دمعةً |
فأسكنُه في جراحٍ جديده |
ونختصرُ الصمتَ مابيننا |
فتوغلُ فيَّ الحروفُ الشريده |
ويتركُني بعدَها مُستباحًا |
كنافذةٍ في سماءٍ وحيده |
**** |
صديقي الذي يعشقُ الأغنياتِ |
ويحيا الأساطيرَ وَهْيَ وليده |
بسيطٌ مُضِيءٌ كصوفيَّةٍ |
رماها الجوى في الغيوبِ البعيده |
له وقتُ عُصفورةٍ شردتْ |
وراءَ طفولةِ ماءٍ فقيده |
قناديلُ صفصافِه مشعلاتٌ |
بزِيْتِ النبوءاتِ ترسمُ بيده |
ويدخلُه الموتُ أنَّى يشاءُ |
ويخرجُ بعد اكتمالِ العقيده |
يدٌ منه ترسمُ فوضى الغيومِ |
وأخرى تلُمُّ النجومَ البديده |
وعيناه تشعلُ لونَ النهارِ |
وتأوي إليها الشموسُ الطريده |
صديقي اسْتَرحْ ذاك مقعدُ قلبي |
فحُطَّ عليه خطاكَ الوئيده |
**** |
هل انفرطَ الوقتُ هل سافرتْ |
إليك المسافاتُ.. تلك العنيده |
وهل أنتَ في الغيمِ سرُّ الهطولِ |
وهل أرَّقتْكَ القلوبُ المُريده |
بياقوتةٍ مِنْ دَمِ المعجزاتِ |
يدخلُكَ المجدُ أرضاً مجيده |
تُظِلُّكَ كلُّ التواريخِ لُغزاً |
وكلُّ قصورِ اللغاتِ المشيده |
أيا وطناً مِنْ جراحِ النبيين (م) |
مِنْ أدمعِ الشهداءِ السعيده |
أراكَ كما أنتَ شيخاً جليلاً |
عليكَ عباءةُ وَحْيٍ مديده |
على حجرٍ فيكَ يغفو الخلودُ |
وفي نهرِكِ القُدْسِ يُسكنُ غِيده |
رمالُكَ مجمرةٌ والدروبُ |
خُطى طفلةٍ لثغةٍ في جريده |
وخضرةُ عينيكَ لا تستفيقُ (م) |
النهاراتُ فيها فتخبو زهيده |
كما أنتَ.. موطنُ كلِّ البلادِ |
ولا موطنٌ لكَ حتى تريده |
كأنَّكَ قُطـْبٌ لهذا المدارِ |
إذا ما تعبتَ سكنتَ وريده |
*** |
لك المجدُ والقصصُ البالياتُ |
ولي فيكَ هذي المنافي العديده |
زمانُكَ لا أنتَ تحيا به |
ولا هوَ يأتي غداً كي تعيده |
وها أنتَ وحدَكَ تتلو علينا |
ونتلو عليكَ الحكايا الأبيده |
إذا شاعرٌ أنَّ في الريحِ تمضي |
وصرختُكَ البكرُ تعلو نشيده |
فهل فيكَ مُتَّسعٌ للجراحِ |
فأقنصَ دهشةَ موتٍ جديده |
وما شاعراً كنتُ لكنَّما |
أضأتُ دَمِي في زوايا القصيده |