أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أَجفانه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أَجفانه | سحت فباحت بالهوى أشجانه |
نَمّت على حَسَراتِه زفَراُته | وكذا ينم على الضرام دخانه |
وأخُو الهَوى مثلُ الكتابِ: دليلُ ذا | ك عيانه ودليل ذا عنوانه |
تحكي البروق فؤاده فضرامها | أشواقُه، وخُفوقُها خَفقَانُه |
ضمن الهوى ألا يزال أخا ضنى ً | وضمانة فوفى بذاك ضمانه |
يا مُدَّعِي السُّلوانِ عن أَحبابِه | أينَ السُّلُّو، وأينَ منكَ أوانُه |
شطت ديارك عنهم وهفا بك الشـ | ـوق المبرح والتظت نيرانه |
وأبان بيهم هواك فما عسى | بك فاعل هذا الهوى وبيانه |
كاتمت واشيك الهوى قبل النوى | فبدا له من بعدها كتمانه |
وعصاك دمعك عند خطرة ذكرهم | وبِقَدرِ طَاعَتِك الهَوَى عِصيانُه |
فإذا تَبادَر من جُفونِك خِلْتَه | عِقداً وَهَي مَرجانُه وجُمَانُه |
لو أيقَن الحَنقُ الحسودُ عليهِمُ | حظي لحالت رحمة ً أضغانه |
بينَ المُحبِّ وبينَهُم من هَجرِهم | بين طويل برحه وزمانه |
أبْدَوا لَه مَلَلَ القَريب، مع النَّوى | وتَنَاسِي النَّائِي، وهُم جِيرانُه |
وتخلق الطيف الطروق بخلقهم | فإذا ألم يروعني هجرانه |
وَهُم الصِّبا: أيامُه محبوبَة ٌ | وإن اعتدَى في غَيِّه شَيطانُه |
وجمالهم كفارة لملالهم | والهجر ذنب يرتجى غفرانه |
لو يعلمون مكانهم ما أضرموا | قلبي بهجرهم وهم سكانه |
ولجَهِلهْم طَرفوا بُطول صدُودِهم | وملالهم طرفي وهم إنسانه |