أَدْعُو القَرِيضَ فَيَعْصِي بَعْدَ طَاعَتِهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَدْعُو القَرِيضَ فَيَعْصِي بَعْدَ طَاعَتِهِ | وَكُنْتُ حِيناً إِذَا نَادَيْتُ لَبَّانِي |
فَلَيْتَ لِي فَضْلَةً مِنْهُ أَصُوغُ بِهَا | مَا يَبْتَغِي اليَوْمَ مِنِّي وَحْيُ وِجْدَانِي |
أَولَى الأَنَامِ بِحَمْدٍ خَادِمٌ بَلَداً | يُعْلِيهِ مَا اسْطَاعَ قَدْراً بَيْنَ بُلْدَانِ |
بَلْهَ المُعِدَّ لَهُ مِنْ وُلْدِهِ نُجُباً | إِن سُوبِقُوا سَبَقُوا فِي كُلِّ مَيْدَانِ |
يَا مَنْ يُنْشِّئُ جِيلاً نَاهِضاً يَقِظاً | هَلِ المُهَذِّبُ فِي قَومٍ سِوَى البَانِي |
أَوْهَى الكَوَاهِلِ يَقْوَى الاِرْتِيَاضُ بِهَا | حَتَّى يَعِزَّ الحِمَى مِنْهَا بِأَرْكَانِ |
وَفِي الغِرَاسِ أَمَالِيدٌ تَعَهُّدُهَا | يَشِيدُ مِنْ نَضْرِهَا أَدْوَاحَ عُمْرَانِ |
رَبوا لِمِصْرَ رِجَالاً يُخْلِصُونَ لَهَا | وَلاءهُمُ صَادِقِي رَأْيٍ وَإِيْمَانِ |
مِنَ الأَصحَّاءِ وَالعِلاَّتِ تَكْنُفُهُمْ | ألسَّالِمِينَ بِأَخْلاقٍ وَأَبْدَانِ |
أَلمُشْتَرِينَ وَهُمْ أَبْدَالُ مَنْ سَلَفُوا | بِكُلِّ فَانٍ فَخَاراً لَيْسَ بِالفَانِي |
أَلعَالِمينَ بِأَنَّ الْغُنْمَ إِنْ هُوَ لَمْ | يَعُدْ عَلَيْهَا بِقِسْطٍ مَحْضُ خُسْرَانِ |
إِنْسَانُ عَيْنِ الحِمَى أَحْرَى بُنُوَّتِهِ | يَوْمَ المُفَادَاةِ أَنْ يُدْعَى بإِنْسَانِ |
مَنِ الَّذِي إِنْ دَعَاهُ المُسْتَجِيرُ بِهِ | أَجَارَهُ غَيْرَ هَيَّابٍ وَلا وَانِي |
مَنِ الَّذِي يَنْصُرُ المَظْلُومَ لا صِلَةٌ | لَهُ بِهِ بَلْ يُلَبِّي مَحْضَ إِحْسَانِ |
مَنِ الَّذِي يَرحَمُ المُسْتَضْعَفَاتِ إِذَا | عَدَا عَلَيْهِنَّ عَادٍ أَوْ جَنَى جَانِ |
مَنِ الَّذِي إِنْ غَفَتْ عَنْ حَقِّهَا أُمَمٌ | لَمْ يَطْعَمِ الْغَمْضَ عَنْ حَقٍّ لأَوْطَانِ |
مَنِ الَّذِي تَعْرِفُ الْعَلْيَاءُ شِيمَتُهُ | إِذَا تَنَافَسَ فِيهَا غُرُّ فِتْيَانِ |
مَنِ الَّذِي هُوَ فِي آمَالِ أُمَّتِهِ | طَلِيعَةُ المَجْدِ لِلْمُسْتَقْبلِ الدَّانِي |
ذَاكُمْ عَلِمْتُمْ هُوَ الكَشَّاف عَنْ ثِقَةٍ | وَذَلِكُمْ مَا لَهُ مِنْ بَاذِخِ الشَّانِ |
فَيا كِرَاماً تَوَلَّيْتُمْ إِعَانَتَهُ | دُمْتُمْ لِكُلِّ عَظِيمٍ خَيْرَ أَعْوَنِ |