أيزيدُكَ التَّبْجِيلُ وَالتَّكْرِيمُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أيزيدُكَ التَّبْجِيلُ وَالتَّكْرِيمُ | شَرَفاً وَأَنْتَ عَلِيُّ إبْرَاهِيمُ |
شَأْنُ التَّفَوُّقِ شَأْنُهُ وَوَرَاءهُ | مَا يُحْدِثُ التَّضخِيمُ وَالتَّفْخِيمُ |
لَيْسَ العَظِيمُ هُوَ العَظِيمَ إضافَةً | إنَّ العَظِيمَ بِنَفْسِهِ لَعَظِيمُ |
مُلِيءَ الزَّمَانُ بِعَبْقَرِيَّتِكَ الَّتِي | يَعْفُو الزَّمَانُ وَمَا بَنَتْ سَيُقِيمُ |
شَهِدَ العِظَامُ مِنَ الأُسَاةِ بِفَضْلِها | إذْ قَدَّمُوا مَنْ حَقُّهُ التَّقْدِيمُ |
وَتَعَدَّدَتْ آياتُهَا حَتَّى غَدَت | وَبِهَا لِكُلِّ مُكَابِرٍ تَسْلِيمُ |
أنتَ الطَّبيبُ الفَرْدُ غَيْرُ مَنَازَعٍ | فِيمَا اخْتَصَصْتَ بِهِ وَأَنْتَ حَكِيمُ |
تَشْفِي بإِذْنِ اللهِ إلاَّ حَيْثُمَا | يَأْبَى التَّمَهُّلَ أمْرُهُ المَحْتُومُ |
وَدُعِيتَ بِالجَرَّاحِ هَلْ يُدْعَى بِهِ | مَنْ نَصْلُهُ عَفُّ الشَّباةِ رَحِيمُ |
يَأْسُو وَقَدْ يَقْسُو فَإنْ يَكُ ظَالِماً | فَالدَّاءُ عَنْ ثِقَةٍ هُوَ المَظْلُومُ |
ولَقَدْ تَكُونُ بِحُسْنِ رَأْيِكَ مُبْرِئاً | مَنْ رُوحُهُ لا جِسْمُهُ المَكْلُومُ |
أسْمَى فِعَالِكَ آسِياً وَمُدَاوِياً | تَصْحِيحُ رَأْيِ الشَّرْقِ وَهْوَ سَقِيمُ |
تُرِكَ التَّطبُّبُ لِلأَجَانِبِ حِقْبَةً | فَكَأَنَّهُ وَهْوَ الأصيلُ زَنِيمُ |
لَوْلاهُ فِي أُولَى اللَّيَالي لمْ تَكُنْ | لَهُمُ فُنُونٌ جُدِّدَتْ وَعُلُومُ |
لَكِنَّ رُوحَكَ فيهِ أوْرَدَتْ مَا خَبِا | مِنْ شُعْلَةٍ فَذَكَتْ وَسَوْفَ تَدُومُ |
مِنْهَا اسْتَمَدَّتْ مِصْرُ مَجْداً يَلْتَقِي | فِيهِ جَدِيدٌ بَاهِرٌ وَقَدِيمُ |
فَالغَرْبُ قَبْلَ اليَوْمِ فِيهِ نُجُومُهُ | وَالشَّرْقُ بِعْدَ اليَوْمِ نُجُومُ |
لَمْ تَدَّخِرْ لِرُقيِّ قَوْمِكَ هِمَّةً | وَذَرِيعَتَاكَ العِلْمُ وَالتَّعْلِيمُ |
صَرَّفْتُ تَنْشِئَةَ الشَّبَابِ بِحِكْمَةٍ | وَهْدَىً كَأَحْسَنِ مَا أَسامَ مُسِيمُ |
فَتَبَيَّنُوا أَنَّ الحياة حَقَائِقٌ | لاَ نَضْرَةٌ مَوْهُومَةٌ وَنَعِيمُ |
مَنْ لَيسَ يَقْدُرُهَا فَإِنَّ خَلاقَهُ | مِنْهَا الطَّفِيفُ وَحَقُّهُ مَهْضُومُ |
وَضَمِنْتَ إنْجَاحَ الجَمَاعَاتِ الَّتِي | تْرْعَى وَمِثْلُكَ بِالنَّجَاحِ زَعِيمُ |
فَتَعَدَّدَتْ وَالبِرُّ مِنْ أغْرَاضِهَا | وَالنُّصْحُ وَالتَّثْقِيفُ وَالتَّقْوِيمُ |
أَلْعُمْرُ أعمارٌ اسْتَثْمَرْتَهُ | وَيَزِيدُ غَلَّةَ وَقْتِهِ التَّقْسِيمُ |
وَالوَقْتُ تَمْلِكُهُ فَأَنْتَ بِفَضْلِهِ | مُثْرٍ وَتَتْرُكُهُ فَأَنْتَ عَدِيمُ |
اللهَ فِي هِمَمِ الرِّجَالِ فَإِنَّهَا | تَلِدُ العَجَائِبَ وَالجُمُودُ عَقِيمُ |
هَذَا عَلِيٌّ لَمْ يُثَبِّطْهُ وَقَدْ | بَعُدَتْ مُنَاهُ مَا النَّجَاحُ يَسُومُ |
وَهَبَ المآثِرَ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ | خَذِلاً وَهُنَّ مَتَاعِبٌ وَهُمُومُ |
فِي كُلِّ حِينٍ فِكْرُهُ مُتَيَقِّظٌ | لِلنَّافِعَاتِ وَنَوْمُهُ تَهْويمُ |
حتَّى أوَانُ اللَّهْوِ يَشْغَلُهُ بِمَا | فِيهِ لأَشْرَفِ خُطَّةٍ تَتْمِيمُ |
فِي صَرْحِهِ مِنْ كُلِّ ذُخْرٍ فَاخِرٍ | تَحُفٌ لَهَا تَارِيخُهَا وَرُسُومُ |
مِمَّا يُريكَ الشَّرْقُ فِيهِ سِرَّهُ | وَصَنِيعُهُ بِبَدِيعِهِ مَوْسُومُ |
تُحَفٌ رُدِدْنَ إلَى الحَيَاةِ وَإِنَّمَا | بُعِثَتْ بِهُنَّ قَرَائِحٌ وَحُلُومُ |
إنْ يُرضِ أسْمَى جَانِبٍ مِنْ نَفْسِهِ | لَمْ يَثْنِهِ أنَّ الطَّرِيقَ ألِيمُ |
الفَوْزُ بَعْدَ الفَوْزِ يَشْحَذُ عَزْمَهُ | أتَرَاهُ يَسْتَصفِي الفَخَارَ عَزُومُ |
وَنَعَمْ يَرُومُ مِنَ الفَخَارِ أجَلَّهُ | وَأَعَّزهُ لَكِنْ لِمِصْرَ يَرُومُ |
هَذِي الوِزارَةُ لَمْ تَكُنْ لِتَزِيدَهُ | خَطَراً وَزِيدَ العِبءُ فَهْوَ جَسيمُ |
لَكِنْ دَعَتْهُ بِلادُهُ فَأجَابَهَا | كَيْفَ الكَرِيمُ وَقَدْ دَعَاهُ كَرِيمُ |
أَتُعَلُّ صِحَّتُهَا وَعَنْ كَثَبٍ لَهَا | مِنْهُ خَبِيرٌ بِالشِّفَاءِ عَلِيمُ |
لِعَلِيٍّ مِنْ شِيَمِ البُطُولَةِ جَانِبٌ | فِي نَفْسِهِ هُوَ لِلنُّبُوغِ قَسِيمُ |
الأسْمَرُ الحَالِي بِأَسْمَحِ مَا جَلاَ | لِلْعَيْنِ مِنْ شَمْسِ البِلاَدِ أدِيمُ |
هُوَ كَالقَنَاةِ عَدَالةً فِي خَلْقِهِ | وَبِخُلْقِهِ هُوَ كَالقَنَاةِ قَوِيمُ |
وَيَهُزُّهُ هَزَّ القَنَاةِ لِنَصْرِهِ | مُسْتَصْرِخٌ مِنْ قَوْمِهِ وَمَضِيمُ |
شَتَّى فَضَائِلُهُ فَإنْ وُصِفَتْ فَهَلْ | يَقْضِي نَثِيرٌ حَقَّهَا وَنَظِيمُ |
غُرَرٌ إذَا مَا اللُّطْفُ كَانَ حِجَابَهَا | فَهُنَاكَ سِرُّ المَجْدِ وَهْوَ صَمِيمُ |
لَمْ يُلْفَ يَوْماً مَنْ يَفِي كَوَفَائِهِ | فِيمَا بَلاهُ مِنَ الحَمِيمِ حَمِيمُ |
يُخْفِي مَنَاقِبَهُ وَمِنْ شَرَفِ النَّدَى | أَنْ لَيْسَ يُفْشَى سِرًُّهَا المَكْتُومُ |
كَمْ مِنْ يَدٍ عَرَفَ السُّرُورُ بِهَاشَجٍ | وَبِهَا تَغَنَّى عَائِدٌ وَيَتِيمُ |
رَدَّتْ عَلَى النِّقَابِ نِقَابَهَا | وَسَلاَ بِها حِرْمَانَهُ المحْرُومُ |
أَمَّا شَمَائِلُهُ فَقُلْ فِي نَفْحَةٍ | لِلرَّوْضِ مَرَّ بِهِ الغَدَاةَ نَسِيمُ |
لِلنَّفْسِ مِنْهَا نَشْوَةٌ غيْرُ الَّتي | فِي الحِسِّ يُحْدِثُهَا طِلاً وَنَدِيمُ |
يَا مَنْ أرَانِي عَاجِزاً عَنْ وَصْفِهِ | هَلْ مَنْ يُقَدِّمُ مَا اسْتَطَاعَ مُلِيمُ |
تَمْثَالُكَ المَرْفُوعُ أَبْلَغُ شَاهِدٍ | بِوَفَاءِ مِصْرَ وَذَاكَ فِيها خِيمُ |
وَالتَّكْرِماتُ الحَاشِدَاتُ مَظَاهِرٌ | لِشُعُورِهَا الفَيَّاضِ وَهْوَ عَمِيمُ |
عِشْ أَطْوَلَ الأَعْمَارِ تَخْتَارُ المَنَى | وَتَصِيبُ أعْلاَهَا وَأَنْتَ سَلِيمُ |
بِرِعايَةِ المَلِكِ ازْدَهَى عِيدٌ لَهُ | فِي المَشْرِقَيْنِ القَدْرُ وَالتَّقْوِيمُ |
وَإذَا النَّوَابِعُ عُظِّمُوا فِي عَصْرِهِ | فَإلَى المَلِيكِ يُوَجَّهُ التَّعْظِيمُ |
فَارُوقُ يُسْعِدُ شَعْبَهُ فَيُطِيعُهُ | عَنْ رَغْبَةٍ فِي حُكْمِهِ المَحْكُومُ |
أَيُّ الكِفَاحِ لِعِزِّ مِصْرَ كِفَاحُهُ | وَبَأَيِّ عِبْءٍ لِلنَّجَاحِ يَقُومُ |
لِيَصُنْهُ مَنْ وَلاَّهُ وَلْيَكُ عَهْدُهُ | مِنْهُ الحَمِيدُ وَلَيْسَ فِيهِ ذَمِيمُ |