لِعَيْنَيْكِ مِنْ جَارَةٍ جَائِرَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لِعَيْنَيْكِ مِنْ جَارَةٍ جَائِرَهْ | شَقائِي وَآمَالِي العَاثِرَهْ |
أَتَنْأَيْنَ عَنِّي وَتَجْفِيْنَنِي | لإِرْضَاءِ طَائِفَةٍ مَاكِرَهُ |
بَرِئْنَا إِلي الحُبِّ لا ذَنْبَ لِي | وَلا لِحَبِيبَتِي الهَاجِرَهْ |
وَلَكِنَّهُمْ عَلَّمُوهَا الجَفَا | ءَ وَخَطُّوا لَهَا خُطَّةَ القَاصِرَهْ |
وَأَصْغُوا إِلَى قَوْلٍ وَاشٍ بِهَا | وَحَاشَ لَهَا أَنَّها وَازِرَهْ |
أَذَاكَ الجَبِينُ وَبِلَّوْرُهُ | يُمَثِّلُ فِكْرَتَهَا الخَاطِرَهْ |
أَتِلْكَ العُيُونُ وَأَنْوَارُهَا | مَراءٍ لأَخْلاقِها البَاهِرَهْ |
أَتِلْكَ الشِّفَاهُ وَمَا قَبَّلَتْ | هَا سِوَى الأُمِّ وَاللِّدَةِ الزَّائِرَهْ |
أَذَاكَ القَوَامُ وَمِنْ حُسْنِهِ | تَمِيلُ الغُصونُ لَهُ صَاغِرَهْ |
أَتِلْكَ الطُّفُولَةُ وَهْيَ سِيا | جٌ لِرَوْضٍ بِهِ نَفْسُهَا طَائِرَهْ |
أَذَاكَ العفَافُ وَمِما صَفَا | تَقَرُّ بِهِ المُقَلُ النَّاظِرَهْ |
مَحاسِن بَغْيٍ وَأَخْلاقُ إِثْمٍ | وَزِينَةُ عَاطِلَةٍ فَاجِرَهْ |
لَعَمْرِي إِنَّهُمُ اتَّهَمُو | كِ بِمَا فِي نُفُوسِهِمُ الخَاسِرَهْ |
وَإِنَّ الَّذِي عَابَ مِنْكِ السُّفُو | رَ كَمَنْ قَالَ لِلشَّمْسِ يَا سَافِرَهْ |
وَإِنِّي أَهْوَاكِ مِلْءَ عُيُو | نِي وَمِلْءَ حُشَاشَتِيَ الصَّابِرهْ |
وَمِلْءَ الزَّمَانِ وَمِلْءَ المَكَا | نِ وَدُنْيَايَ أَجْمَعَ والاخِرَهْ |
فَإِنْ يَسْتَمِلْكِ إِلَيَّ الهَوَى | وَعَيْنُ العفَافِ لَنَا خَافِرَهْ |
أَلَيْسَ الهَوَى رُوحَ هَذَا الوُجُو | دِ كَمَا شَاءَتِ الحِكْمَةُ الفَاطِرَهْ |
فَيجْتَمِعُ الجَوْهَرُ المُسْتَدَق | بِآخَرَ بَيْنَهُمَا آصِرَهْ |
وَيَأْتَلِفُ الذَّرُّ وَهْوَ خَفِيٌّ | فَيَمْثلُ فِي الصُّوَرِ الظَّاهِرَهْ |
وَيَحْتَضِن التُّرْبُ حَبَّ البِذَار | رِ فَيَرْجِعُهُ جَنَّةً زَاهِرَهْ |
وَهَذِي النجُومُ أَلَيْسَتْ كَدرٍّ | طَوَافٍ عَلَى أَبْحُرٍ زَاخِرَهْ |
عُقُودٌ مُنَثرَةٌ بِانْتِظَا | مٍ عَلَى نَفْسِهَا أَبَداً دَائِرَهْ |
يُقَيِّدُهَا الحُبُّ بَعْضاً وَكُ | لٌّ إِلَى صِنْوِهَا صَائِرَهْ |
فَيَا هِنْدُ مُنَى مُهْجَتِي | ونَاهِية القَلْبِ والآمِرَهْ |
إِلَيْكِ أَمِيلُ وَإِيَّاكِ أَبْغِي | بِعَاطِفَةٍ فِي الهَوى قَاهِرَهْ |
وَمَا ثُمَّ عَيبٌ نُعَابُ بِهِ | مَعاذٌ صَبَابَتِنَا الطَّاهِرَهْ |