بِكَ عَادَ الرَّضِي وَابْنُ العَمِيد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بِكَ عَادَ الرَّضِي وَابْنُ العَمِيدِ | وَالعُلَى بَيْنَ مُبْديءٍ وَمُعِيدِ |
يَا إِمَامَ البَيَانِ نَظْماً وَنَثْراُ | عِيدُكَ اليَوْمَ لِلنُّهَى أَيُّ عِيدِ |
جَاءَ فِي تَوْبَةِ الزَّمَانِ إِلى الشَّرْ | قِ وَفِي طَالِعٍ أَغَرَّ سَعِيدِ |
يَتَبَارَى فِيهِ القصِيدُ جَمَالاً | وَافْتِنَاناً فِي وَصْفِ رَبِّ القَصِيدِ |
وَإِلى الكَاتِبِ المُجِيدِ يُسَاقُ ال | مَدْحُ مِنْ كُلِّ أَلمَعِيٍّ مُجِيدِ |
عَلَمٌَ لَيْسَ فِي طَرَابُلُسٍ دوُ | نَ سِوَاهَا بِالعَبْقَرِيِّ الوَحِيدِ |
كَمْ لَهُ فِي مَنَاجعِ العِلْمِ مِنْ را | ئِدِ فضلٍ وَكَمْ لَهُ مِنْ مُرِيدِ |
شَاعِرٌ يَنْظُمُ القَلاَئِدَ مِنْ دُرٍ | يَتِيمٍ وَمِنْ جُمَانٍ نَضِيدِ |
حَاضِرُ الذِّهْنِ مَا دَعَا الوَحْيَ لَبَّى | مِنْ سَمَاءٍ الحِجَى بِمَعْنَى جَدِيدِ |
فِي قَوَافِيهِ كُلُّ آنِسَةٍ تُطمِ | عُ لُطْفاً وَكُلُّ رُودٍ شَرُودِ |
بِنْتُ فِكْرٍ غَرَّاءُ بِكْر جَلاَهَا | مُبْدِعٌ عَارِفٌ بِسِرِّ الخلودِ |
فَعَلى كَرَّةِ العُصْورِ لَهَا حُسْ | نُ يُعِيرُ العَهِيدَ زَهْوَ العَتِيدِ |
عَجَبٌ يَا مُجَاجَةَ النَّفْسِ هَلْ أَجْ | رَاكَ مَجْرَى سُلاَفَةِ العُنْقُودِ |
فَبَدَا كَالشُّعَاعِ مَا أَخَرَجَ الدِّهْ | قَانُ مِنْ ظُلَمَةِ الزَّمَانِ البَعِيدِ |
ذَلِكَ الشِّعْرُ مِنْ رَقِيقٍ وَمِنْ جَزْ | لٍ هُوَ السِّحْرُ فِي نِظَامٍ فَرِيدِ |
يَمْلأُ السَّمْعَ مُطْرِبَاتٍ وَمَهْمَا | يُسْتَعَدْ زَادَ لَذَّةَ المُسْتَعِيدِ |
لاَ يُضَاهِي حِلاَهُ إِلاَّ حِلَى النَّثْ | رِ وَحَدِّثْ عَنْ نَثْرَِعَبْدِ الحَمِيدِ |
كَرَطِيبِ الجَنَى شَهِيّاً إِلى النف | سِ وَكَالماءِ سَائِغاً لِلوُرُودِ |
رَاعَ دِيبَاجَةً وَرَاقَ انْسِجَاماً | وَخَلاَ مِنْ مَآخِذِ التَّعقِيدِ |
أَنْجَبَتْ قَبْلَكِ الحَوَاضِرُ إِلاَّ | أنَّهَا لَمْ تَجِيءْ بِعَبْدِ الحَمِيدِ |
غَنِيَتْ بِالعَدِيدِ مِنْ نَابِغِيهَا | وَبِفَذٍّ غَنِيتِ لاَ بالعَدِيدِ |
لَسْتُ أَنْسَى يَوْماً تَفَيَّأْتُ فِيهِ | وَارِفَ الظِّلِّ مِنْ ذُرَاكِ المَدِيدِ |
فَأَقرَّتْ عَيْنَيَّ جَنَّاتُكِ النُّضْ | رُ بِايَاتِ حُسْنِهَا المَشْهُودِ |
وَشَجَتْ مِسْمَعِي أَفَانِينُ شَدُوٍ | مِنْ تَغَنِّي هَزَارِكِ الغِرِّيدِ |
ولَقِيتُ الأَحْبَابَ وَالأَهْلَ فِي سَا | حَاتِ أُنْسٍ طَلْقٍ وَبَاحَاتِ جُود |
ذَاكَ عَهْدٌ ذِكْرَاهُ فِي النَّفْسِ أَبْقَى | مِنْ سِوَاهَا فِي ذِكْرَيَاتِ العُهُودِ |
وَصَفَا صَفْوَ ذَلِكَ الخلْقِ الطَّا | هِرِ مِنْ وَصمَةٍ وَمِنْ تَفْنِيدِ |
يا فَخَاراً لِلرَّافِعِيِّين زكى | بِطرِيفٍ شَأْنَ الفَخَارِ التَّلِيدِ |
فزَهَا أَصْلُهُ المَجِيدُ بِتَاجٍ | فَاخِرٍ مِنْ نُضَارٍ فَرْعٍ مَجِيدِ |
وَعَمِيداً بَثَّ الهِدَايَةَ فِي قَوْ | مٍ لَهُمْ تِيهُهُمْ بِذَاكَ العَمِيدِ |
هَذَّبَتْهُمْ آدَابُهُ وَأَرَاهُمْ | أَقْوَمَ لَهُمْ السُّبْلِ فِي شِعَابِ الوُجُودِ |
أَتَرَى اليَوْمَ أُمَّةَ الضَّادِ فِي هَ | ذِي الجَمَاعَاتِ مِنْ سَرَاةِ الوُفُودِ |
مُهَجُ الغَائِبِينَ وَافَتْ تُحَيَّي | كَ وَتَرْعَاكَ فِي عُيُونِ الشُّهُودِ |
حَبَّذَا مُلتَقَى الأَفاضِلِ مِنْ شَتَّى | القُرَى وَاجْتِمَاعُهُمْ فِي صَعِيدِ |
ذَلِكَ الاوْجُ يَا طَرَابُلُسُ الفَيْحَا | ءُ بُلِّغْتِهِ فَهَلْ مِنْ مَزِيدِ |
تَرَكَتْ بِي إِلى الدِّيَارِ حَنِيناً | وَإِلى قَوْمِهَا الكِرَامِ الصِّيدِ |
فَإِلَيْهِمْ شُكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَاقٍ | مِنْ ذَكُورٍ لِلمَأْثُرَاتِ وَدُودِ |
وَإِلى السَّيِّدِ الإِمَامِ أَلُوكٌ | حَمَلَ القَلْبَ فِي حُمُولِ البَرِيدِ |
وَعَلَى بُلْبُلِ الشَّآمِ سَلاَمٌ | طيَّبَتْهُ مِصْرٌ بِنَفْحِ الوُرُودِ |
صَوْتُهُ فِي وِهَادِهَا وَرُبَاهَا | شَائِقُ الرَّجْعِ شَائِعُ التَّردِيدِ |
فَإِذَا جَارَتِ المَمَالِكَ فِي تَمْ | جِيدِهِ مَنْ أَحَقُّ بِالتَّمْجِيدِ |
دَامَ إِقْبَالُهُ وَمَتَّعَهُ اللَّ | هُ بِعِزٍ رَابٍ وَعَيْش رَغِيدِ |