ببنـدر السَّـلام أم بـاب السـلامْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ببنـدر السَّـلام أم بـاب السـلامْ | أتيتِ يـا نسمـاء أم دار السـلامْ |
أم هـذه نفحـة غيـداء بــدت | بوجههـا تهتـك جلبـاب الظـلامْ |
مرَّت تمج المسك في وجه الدجـى | وغصّت الوهـاد منهـا والأكـامْ |
فأمستِ الناس حيارى هل هي الش | مس بدت ليـلاً أم البـدر التمـامْ |
وطلعـةُ الشمـس محيّاهـا سنـاً | وبهجة والثغـر جوهـر النظـامْ |
قد لبست لأمةَ حـرب مـن سنـا | صفاتهـا ثـم تجـلّـت لـلأنـامْ |
فجـردت مـن لحظهـا مهـنّـداً | واعتقلت سُمْرَ القنـا ثـم القـوامْ |
من صورة من وجههـا وشعرهـا | بالنور والظلمة في أهـل الغـرامْ |
ما استقبلت جيش هـوى إلا غـدا | بيـن هـلاك وجـراح وانهـزامْ |
ولا تجـلـت للنـهـى وللمَـهَـا | إلا ووالتهـا القـيـاد والـسـلامْ |
عَنَت لها القلوب طوعـاً وجـرى | على الجسوم من قَضا الحب احتكامْ |
تملكـت قلـوب أربـاب الهـوى | واستخدمتهـم بالأسـى وبالهيـامْ |
علمت النفـور غـزلان الحمـى | واللفتـات الرابـيـات بالسـهـامْ |
وعلمت حسـن التثنّـي بانـة ال | وادي وأعطاف العوالـي والبشـامْ |
وأخـذت منهـا أزاهيـر الـفـلا | طِيباً فمن نكهتهـا ريـح الخـزامْ |
وألبست من نورها الشمـس سنـا | لا وكست من شعرها ليل الظـلامْ |
واستقبلتنـي بمحيـا لـو سـرت | نضرتـه بوجـه مُقْـعَـدٍ لَـقـامْ |
تلهـبـت وجنتـهـا مـحْـمَـرّةً | وقام منها في حشا الصب ضـرامْ |
واعَجباً من خالهـا لـم يحترقـق | وأحرقت قلب المعنّـى المستهـامْ |
وخالـهـا بـنـارهـا مُـنَـعَّـمٌ | وإنهـا عليـه بــرد وســلامْ |
سخت بطيب وصلهـا ولـم يكـن | مـن حاجـز يمنعنـا إلا الحـرَامْ |
أدركتُ منهـا بغيتـي كمثـل مـا | أدرك من يرجو سليمـان الهمـامْ |
ذاك جمال العـرب اللمكـي مـن | قام على عرش الجميـل واستقـامْ |
مبـارك الطلعـة مجمـوع الثنـا | مؤيـد الحجـة مرفـوع المـقـامْ |
لـه أيـادٍ لـم تـزل تنهـلّ مـن | يديه للنـاس كمـا انهـل الغمـامْ |
ببابـه مــن مـرتـجٍ وملـتـجٍ | ومجتـد ومهـتـدٍ دوم الـرخـامْ |
لحـق مـولاه وحــقّ خلـقـه | مراقـب بـذا وذا لـه الـتـزامْ |
ففي عبـارة يـرى طـوراً وفـي | إفادة أخرى وأخـرى فـي طعـامْ |
ذو جانـب للحلـم فيـه موضـع | وجانـب فيـه محـل الانتـقـامْ |
فيـه تــودد لــذي مسكـنـة | وشـدة لـذي العـلـو والأثــامْ |
كريـم خلـق وعظـيـم رفــده | فمَّا يشوب العرض من هـزل وذامْ |
رفد المساكيـن وأربـاب الطَـوى | رشد السَّلاطين فأهـل الاحتـرامْ |
ذَو رحـلات فـي العُـلا معتبـر | فيها صَلاح ما مضى ومـا أقـامْ |
ذو خيرة في الـدول الغُـرّ ومـا | يكون منها مـن شتـات وانتظـامْ |
له مغاصٌ في العلـوم لـم يـزل | يخـرج منـه دُرُّ نثـرٍ ونـظـامٍ |
في وجهه البدر وفي يمينـه الـبَ | حْرُ وفي حسامه المـوت الـزؤامْ |
عارٍ من النقص وكم عـار اتـى | حِمـاهُ فاكتسـى بأبـرار جسـامْ |
يهتز للمعـروف والفضـل علـى | عُفاتِه اهتـزازَ مصقـولِ الحَسـامْ |
أيـا سليمـان عـددنـاك لـنـا | عوناً على شدائد الدهـر العظـامْ |
جئناك نبغي منـك توسعـاً إلـى | أن يقضي الله لنـا نيـل المـرامْ |
عـلـيَّ ديــنٌ ولــديَّ ذمــة | فوراً ومثلي مـن يـؤدّي الذمـامْ |
ولم تـزل أشبالـك الأفيـال فـي | عافيـة يقفـون منهـاج الكـرام |
لا زلتَ قَوَّامـاً بأعبـاء الـورى | تحسباً لِلأخرى فـي يـوم القيـامْ |
ولم تـزل فـي عيشـة صافيـة | محروسة بالشكر مالهـا انصـرامْ |
وكعبـة المعـروف أنـت والـذي | يحجّهـا مـن كـل فـج للأنـامْ |
ولم نزل نشكـر مسعـاك علـى | فعـل الجميـل بالوفـاء والتمـامْ |