زاروا وقد ملؤوا أرجاءنا فرحا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
زاروا وقد ملؤوا أرجاءنا فرحا" | " وقائم الحظ يَثِني عطفَه مرحا |
أكرم بهم سادة رقُّوا لصبهم" | " فواصلوا وبدهرٍ باللقا سمحا |
ساروا وفي مهجتي أشخاصهم ورنوا" | " فالعين والصدر ذي قرّت وذا انشرحا |
أحبابَنا لو علمتم يوم هجركم" | " ما بي لما اخترتم لي الهجرَ والبُرَحا |
جفني ونومي لما بنتمُ افترقا" | " لكن جفني ودمعي فيكم اصطلحا |
غادرتموني صريعاً لا أفاقة لي" | " إلاَّ بمَرّ نسيمٍ منكم نفحا |
واليوم أحييتمونا زورة فعفا الرّ" | " حمن عما مضى منكم لنا ومحا |
وبالِلّوى عَربٌ كلّ تأزر في" | " أديمه الغَضّ بالأنوار وأتشحا |
تناهبوا الحسن فيهم ذاك بدر دجى" | " يَسرْي وتلك ولا تشبيه شمسُ ضحى |
إنَّ القلوب غدت صنفين نحوهم" | " هذا يذوب وهذا قد ذوى تَرَحا |
مثل الجسوم كذا قد عاد منتصبا" | " للوجد هذا وهذا صار مطرحا |
مَا فوّقت مُقل منهم سهامَ رَدَىً" | " إلاَّ غدا الكل من ألبابنا شبحا |
وكيف يأمل صبٌّ قرب ساحتهم" | " بحدِّ أسيافهم جيدُ المُنَى ذبحا |
جعلتُ ذكري لهم كالكأس مغتبقاً" | " يروي نداماي أشواقاً ومصطبحا |
قد قلدوا منحاً أهل الغرام كما" | " تَيمور قلد أعناق الورى منحا |
شهم همام عريق المجد ذو شرفٍ" | " عالٍ يقصر عنه الطرف اذ لمحا |
كالغيث يوم الندى كالليث يوم الوغى" | " كالدهر محتفلاً كالبدر منتزحا |
سَعَى إلى المجد حتى حاز غايته" | " وتم مسعاه في العَليا وقد ربحا |
رزينُ عقل فلو قيست عقول بني" | " هذا الزمان جميعاً عقلهُ رجحا |
رياض فضل له ما جاء رائدها" | " إلا وحادي الندى في أفقها صدحا |
بحرٌ من الفضل إلا إنَّ جوهره" | " على أعاليه للعافين قد طفحا |
إذا تفرس في ميدان خافيةٍ" | " غمت جلا أمرَها بالسبق فاتضحا |
ما هاجت الحرب والتفت قنابلها" | " إلا وكان لها في البأس قطبَ رَحَا |
وما تغلَّق باب الجود في بلدٍ" | " إلا أفاض عليه العُرْف فانفتحا |
لله سيدنا تيمور أيُّ فتى" | " وسابق الخيل في ميدانه ضَبحا |
أضحى التنقل من أخلاقه شرفا" | " كالبدر في سيره يستكمل الملحا |
فسار يوماً إلى بركا فمر على" | " جوانب السيب فاهتزت به فرحا |
بمزيد من رجال لو يزاحمه" | " بحر الفرات بصدر منه لأفتضحا |
ما بين آساد غابٍ فوق عاديةٍ" | " وفوق ناجية كل بها سَبَحا |
وسَار عنها وفي أكبادها حُرَقٌ" | " مصابة القلب من دهر بها كلحا |
وحلَّ في منزل من عامر فسمَوا" | " به مقاماً وباب الخيرِ قد فتحا |
وللحرَادي مياه طاب مشربهُا" | " يود لو أنَّ تيموراً إليه نحا |
وسار عنها قبيل العصر ثم نحا" | " نحو الحرادي ووعدُ الوصل قد نجحا |
ومذ بدت بَرَكاتٌ منه نحو حِمى" | " بركا أتاها وفي عليائها اصطبحا |
طالت علواً ظننا قرنَ هامتها" | " من شدة البأس هام النجم قد نطحا |
واستقبلته صدور الأرض راغبة" | " فيه لتسمح ما من صيدها سنحا |
وزار سَاحتها فجراً بعادية" | " تكاد تسبق برق المُزْن اذ لمحا |
كم نافر من بنات الوحش مرتبط" | " وطائر من بنَات الجو قد طرحا |
وآب منها إلى بركا وحسرتها" | " لمَّا مضى حَرُّها في صدرها لفحا |
لله تيمور ما أحلى شمائله" | " كأنَّ مزن السما صبحاً بهّا رشحا |
وكيف لا ومليك العصر والده" | " سلطاننا خير من أعطى ومن منحا |
وفعل تيمور محمود عواقبه" | " كالسيل يبقى وإن وجه السماء صحا |
أنعامه لم تزل تهمي عليَّ وكم" | " من حادث بِنَدَاهُ عنّيَ انفسحا |
يا من غدا للكرام الصيد مختَتما" | " لقد غدا لك باب المدح مفتَتَحا |