بشراي هـذي نسمـات المعهـدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بشراي هـذي نسمـات المعهـدِ | هبـت علينـا بتمـام الموعِـدِ |
وهـذه دلائـل الخيـر عـلـى | وجه المنى لاحت بنجْح المقصِدِ |
وكيـف لا يهتـز قلبـي فرحـاً | ووصلهم كالماء للقلب الصـدي |
أحبابنـا ركابهـم قـد أقبـلـت | موقورة من السـرور الأجـودِ |
طال الجفـا فانتبهـت أحلامُهـم | أن يسلكوا قصد الوفـا للمكَمـد |
ظلوا ولما آنسـوا مـن مهجتـي | ناراً أتـوا كـلٌّ إليهـا يهتـدي |
خافوا عليهـا أن تـذوب كَمـداً | فاستدركوهـا باللقـاء المُبْـرِد |
زادوا فـأيُّ كائـن لـم ينتشـر | مِسكاً وأي مشـرق لـم يسجـدِ |
فكل أوقاتـي بهـم فـي فـرح | وكل حسَّـادي بهـم فـي كمَـدِ |
كأنهـا أيـام عـرس ضمخـت | من الهنـا محمـدَ بـن أحمـدِ |
أميـر فضـل رويـت أخلاقـه | من سلسبيل العرف أهنى مـوردِ |
ذو مهل عن الـردى مستعجـل | على الندى لم ينتظر إلـى غـدِ |
بحرٌ ولكـن قـد طفـا جوهـره | عذب ولكن بَرْدُه يشفي الصـدى |
بدرٌ ولكن نـوره لـم ينتقـص | دهر ولكـن وقتـه فـي أسعـدِ |
ليث ولكـن كلـه عقـل يُـرى | والعقلُ ليس من خِـلال الأسَـدِ |
سُحْب ولكن وَبْلُـه لـم ينقطـع | عضب ولكن نصله لـم يُغمَـدِ |
قد عـرف النـاس وقـام فيهـم | تمييـزه مـن مصلـح ومفسـدِ |
ما النـاسُ إلا كالحديـد والنهـى | تشهـد والدهـر لهـم كالمِبْـردِ |
هـذا وكـم مـن عـادة جميلـة | فيهم لـه مـن أقـرب وأبعـدِ |
من صار بدراً قَرن المولـى بـه | شمس الضُحَا واجتمعا في السؤددِ |
جوهرة أخرجهـا ربُّ الـورى | إليـه مـن لجـةِ بحـر مُزْبِـدِ |
والشمس والبدر إذا مـا اجتمعـا | فهل يكون النسل غيـر الفرقـدِ |
بـورك فيهمَـا وفـي نسلهمـا | والله خيـرُ حـافـظ مُـسـدِّدِ |
لـك الهنـاء والثنـاء بالـرِّفـا | ءِ والبنيـن وبلـوغ المقـصـدِ |
فاربَع بطول فسحـة فـي عمـر | وارتع بصَافي طِيب عيشٍ أرغدِ |
أتـمَّ مـولاك علـيـك أُنـسـهُ | والشكر للمولـى علـى محمـدِ |