تحنّ القلوب إلى دارها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تحنّ القلوب إلى دارها | وتصبو النفوس لأقدارها |
ولا بدَّ للمرء من موطن | يُرى راغباً فيه أو كارها |
فذي الطير تخرج تبغى الفلا | وترجع حيناً لأوكارها |
وتذهب نفس الفتى واجباً | لإصلاحها أو لإظهارها |
وتَشرف نفس بأسرارها | وتظلم نفس بأشرارها |
تفاوتت الأرض في حبها | وفي طيبها مثل عُمارها |
وكشمير مما ربت بهجة | وطالت علواً بأقدارها |
فسَاعَفَها الدهر حتى غدت | لها الأخت أزمير في دارها |
وكانت تحن إلى أختها | لتدخل في حوز أقطارها |
فأقبلتا يبغيان العُلى | ويستبقان لأطوارها |
ودار السعادة وسطيهما | تمديديها لزُواّرها |
بهن تجمعت الطيبات | بأشجارها وبأنهارها |
على كل روض وكل القرى | تفوح رياحين أزهارها |
وللنفس والعين منهن ما | يقر ويلتذُّ زوارها |
ونفس العزيز على حالة | تميل إلى حبأنصارها |
فلله وقفتنا عندها | تطوف بنا كأس أعطارها |
وبين البنفسج والياسمين | والورد دهشة محتارها |
عن الشمس قد أغنيت بهجة | كفّتنا أشعة أنوارها |
يرى الورد شوكته دائماً | وتحرسه عين أنوارها |
بسيّدنا حمد الأريحي | يُعرِبُ عن رفع أقدارها |
مقوّم راية أزهارها | مقدم حلبة مضمارها |
مشيِّد أركانِ بنيانهِا | مؤيِّد برهانِ آثارِها |
سلِ الدهرَ عن مكرُماتٍ لهُ | يخبرْك عن صدق أخبارها |
فلا زال جمُّ إحسَانه | لوُرّادها ولصُدَّارها |
تطالعها الشمس مشتاقة | فتزداد من حسن أنوارها |
ويأتي لها البدر مستمسكاً | بأعطارها وبأستارها |