سؤالكَ وأفاني رشيق العبارةِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سؤالكَ وأفاني رشيق العبارةِ | بديع المعَاني مستهلّ البراعةِ |
ومن قلة الانصاف للقلب شاغل | وجَور أولي الأهوا عن الاستقامةِ |
أيرتاح قلب من لبيبٍ وعِرضه | يمزقه أهل الخنا والجهَالةِ |
على الضعفاء الحكم يجري وغيرهم | يُصاغ لهُ عذر على كل حالةِ |
أفي الدولة العليا العُمانية اغتدى | توقف حكم وهي مرسى العدالةِ |
لئِن دامَ هذا الحال فينا شَنَنْتُ مِن | كتائب شعري في الدُّنى كل غارةِ |
أيا ابن سعيد يا صلاحاً لدَارنا | ربحتَ جعلتَ العلم خير بضاعةِ |
وأخرجتَ من كنز الصَّفاء لودنا | نضار سُؤال مشرقٍ بالنضارةِ |
أخا الفهم إنَّ الاستعارة جمّةٌ | بمُنْهَلِّ مُزْنٍ من سما الاستعارةِ |
وتلك ادعا معنى الحقيقة في الذي | يحاكي به بَلْه المشبَّه مَا فَتِي |
فمطلقةٌ منها خلت من قرينةٍ | كليثٍ بدا أي مثلهُ في الشجاعةِ |
وما لازم للمستعار لهُ أتى | مجردةٌ أو منه رشح مقالةِ |
كليث بدا يرمي وغيث غدا على | جميع القُرى ينهلُّ أيْ بالكرامةِ |
وفي الأصل والمشتق ذي تَبَعية | كما نطقت حالي بعظم الشكايةِ |
وإن أضمرت في النفس ثم ذكرت ما | يدل عليها فاستعِنْ بالكنايةِ |
كأنشبتِ الأيام أظفارها على | أولي الفضل واستبقتْ جموع الضلالةِ |
فإضمارها مكنية لخفائها | وذكراهُ تخييلية بالدلالةِ |
وأعلى صنوف الاستعارة ما انتمى | مرشحة مطوية بالعمايةِ |
فخذ ما ترى حقاً وربُّك عالم | بحالي وحالي معرب ببلادتي |
وهذا جواب موجز فاقتنع به | وحَسْبُ الفتى ما فيه نوع الكفايةِ |
ورُبَّ قليل يُستدل به على | كثير علوم بالذَّكا والدِّرايةِ |
فلا زلت أهلاً للعُلوم ولم تزل | سجاياك ترعانا بحسنِ الرعايةِ |