بني أخي هيا بنا نلعب
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بني أخي هيا بنا نلعب | نركض في الروض ولا نتعب |
فقد كان من قبل عهد جميل | كعهدكم والآن شمس أصيل |
يا حبذا ذكرى الصبا والغرور | ذاك هو العيش وذاك السرور |
سرنا كجيش غانم ظافر | أولنا في المجد كالآخر |
جيش من الأحرار يأتي النظام | حسب العلى منه بلوغ المرام |
أرقعة والبأس غير العدد | قد حملوا مختلفات العدد |
أمينة تحضن بالساعد | رسم عروس غضة ناهد |
تحنو عليها تارةً بافترار | وتارةً ترفعها بافتخار |
وقد تناجيها بأسرارها | جدا وقد تصغي لأخبارها |
وقد تربيها بزجر عنيف | وتتبعه الزجر بعفو لطيف |
وربما ألقت عليها اللثام | بعد العناء الجم كيما تنام |
ثم على وهو طفل وقور | ساج فإن ساءت حال يثور |
ملبسه لا عيب فيه نظيف | وسيره سير أميرٍ شريف |
طالب علم قبل سبع السنين | كيف يجاري الصبية الهاذرين |
وعله جائب ما أبصرا | في صور من أمهات القرى |
وبعهده الثرثارة الفيلسوف | حسين القاضي السفيه العسوف |
في قبع مدت إلى كتفه | وجبةً قدت إلى نصفه |
يحب أفراخ حمام له | ولا يني مفقتداً عجله |
وشاته يعجبه وثبها | وغالباً يحلو له ضربها |
وقرده يضحكه كاشراً | لكنه يغضبه ساخرا |
ورأيه الثابت أن الحمام | والبهم خير من خيار الأنام |
وأن بابا رجل يعبد | إلا إذا فاتته منه يد |
وأن عباساً أميرٌ جليل | ذو موكبٍ فخم وزي جميل |
وأن مولى الكل عبد الحميد | لركبه الرائع في كل عيد |
كان إلى جنبي حسين يسير | بهمة القرم العنيد المغير |
وتضتضي الخدمة أن أغدوا | جواده حيناً وأن أعدوا |
فيا له من بطل في الطراد | ويا لكتفي تحته من جواد |
كذاك سرنا يوم تلك الغزاة | إلى الرياض النضر منذ الغداة |
حتى إذا صرنا إلى المقصد | بعد مسير منصب مجهد |
ذقنا قليلاً من نعيم الثواء | ثم نهضنا كخفاف الظباء |
هب على راكباً مهره | ومر خطفاً حانياً ظهره |
وأطلقت وفرتها في الهواء | أمينة تنهب عرض الخلاء |
وراح في موضعه كابياً | حسين من تقصيره باكيا |
وبث فيهم كعجوز العرب | تصيح في الشجعان بين اللجب |
فأوجفوا ما أوجفوا سارحين | ثم انثنوا من خوضهم مارحين |
وحق للغازين بعد الظفر | أن يتهادوا طيبات السير |
جلست فيما بينهم للكلام | وجلسوا حولي جلوس الكرام |
أمينة كالملك الطاهر | مفترة عن لؤلؤ فاخر |
ترنو بنجلاوين شبه الأصيل | تلطفت أنواره في المسيل |
لها حلىً أبهجها في النظر | خفرها قبل أوان الخفر |
أما على فهو زين الصغار | وعنده بعض دهاء الكبار |
مكم الخلق سوى رقيق | ذو شعر جثل وعود رقيق |
وعن حسين المفتدى لا تسل | من لك بالعطر ومن بالعسل |
قطعة حلوى أبدعت في مثال | بض خبيث اللحظ حلو الدلال |
مستكبر في الجهنل مستعظم | ثوى وأصغى فعل من يفهم |
بين أخي ما شأننا والسيرُ | هل لكم في سلوة تبتكرُ |
نعم نعم نحن إذان مدرسه | وهذه لعبتنا المؤنسه |
نعم نعم أنا هنا في امتحان | جزاء من يفلح فيه حصان |
لا لا فما تبغينه من خطر | أبغي كتاباً حافلاً بالصور |
وإنني أوثر لو في يدي | قاض من المصنوع في المولد |
أمنيتي باخرةً في ارتجاج | مثل التي في السوق خلف الزجاج |
لأيكم أحسن في رده | جائزة تأتي على ورده |
من الذي أوجد هذا الوجود | ومن له دون سواه السجود |
اللَه قد أحسنتما ثم من | أرفع ذي منزلةٍ في الوطن |
سلطاننا ثم من القيم | من بعده عباس أحسنتم |
ومن أجل الناس في عصره | بالمعجب المطرب من شعره |
نجهله يا لطيف ما تجهلون | لعارف كيف يربي البنون |
من الذي تحيون في ظله | وتغنمون السعد في فضله |
بابا نعم وهو الرحيم الجواد | وهو الذي يهدي الهدايا الجياد |
أخفى عليكم دعة فخره | ولم يشأ أن تعلموا قدره |
لكن من تدعون بابا الصغير | ليس سوى أحمد شوقي الكبير |