ضَرَبَ الأَرْضَ فَانْتَهَبْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ضَرَبَ الأَرْضَ فَانْتَهَبْ | وَكَإِيَماضَةٍ ذَهَبْ |
آيَةُ الْعَصْرِ جَائبٌ | بَيْنَمَا لاَحَ إِذْ عَزَبْ |
ضَاقَ بِالسُّرْعَةِ الْفَضَا | ءُ وَلَمْ يَبْقَ مُغْتَرِبْ |
يُدْرِكُ الشَّأْوَ أَوْ يَكَا | دُ مَتَى أَزْمَعَ الطَّلَبْ |
أَرْزُ لُبْنَانَ هَاكَهُ | حَلَبٌ هَذِهِ حَلَبْ |
أَيُّهَا الْجَائِزُ المَجَا | هِلُ لاَ يَعْرِفُ النَّصَبْ |
يَصِلُ المُدْنَ وَالْقُرَى | بَمَتِينٍ مِنَ السَّبَبْ |
أُفْعُوَانٌ إِذَا الْتَوَى | في صُعُودٍ أَوْ في صَبَبْ |
إِنْ تَرَامَى بَيْنَ الرُّبَى | خِلْتَ فُلْكاً بَيْنَ الْحَبَبْ |
وَإذَا شِيمَ مُوقَداً | فَهْوَ كَالنَّجْمِ ذِي الذَّنَبْ |
إِنَّ في هَذِهِ الضُّلًو | عِ لَكَا لَمَارِجِ التَهَبْ |
ذَاكَ حِسٌّ مِنَ الْكُمُو | نِ وَرَى زَنْدُهُ فَهَبّْ |
هُوَ شَوْقٌ إلى حِمىً | كُلُّ مَا فِيِهِ مُسْتَحَبّْ |
مَيْلُ شَجْرَائِهِ حَنَا | نٌ وَفِي طَوْدِهِ حَدَبْ |
أَيُّهذِي الشَّهْبَاءُ | وَالْحُسْنُ في ذَلِكَ الشَّهَبْ |
حَبَّذَا في ثَرَاكِ مَا فِي | هِ مِنْ عُنْصُرِ الشُّهُبْ |
ذَلِكَ العُنصُرُ الَّذِي | ظَلَّ حُرّاًوَلَمْ يُشَبْ |
عُنْصُرٌ قَدْ أَصَابَ مِنْ | هُ ابْنُ حَمْدانَ مَا أَحَبْ |
وَبِهِ أَحْمَدُ ارْتَقَى | ذُرْوَةَ الشِّعُرِ في الْعَرَبْ |
حَبَّذَا قِسْمُكَ الْجَدِي | دُ وَمَا فِيهِ مِنْ رَحَبْ |
حَبَّذَا الْجَانِبُ الْقَدِي | مُ نَبَتْ دُونَهُ الْحِقَبْ |
أَلسُّوَيْقَاتُ عَقْدُهَا | مِنْ حِجَارٍ أَوْ مِنْ خَشَبْ |
وَالْبَسَاتِينُ مِنْ جَنَا | هَا الأَفَانِينُ تُهْتَدَبْ |
وَالمَبَانِي بِهَا الحُلِيُّ ال | بَدِيعَاتُ وَالْقُبَبْ |
يَا لَهَا مِنْ زِيَارَةٍ | قُضِيَتْ وَهْيَ لِي أَرَبْ |
تَمَّ سَعْدِي بِمَنْ رَأَيْ | تُ بِهَا الْيَوْمَ عَنْ كَثَبْ |
وَبِأَنِّي قَضَيْتُ مِنْ | حَقِّهِمْ بَعْضَ مَا وَجَبْ |
إِنَّ مَنْ قَالَ فِيهِمُ | أَعْذَبَ المَدْحِ مَا كَذَبْ |
جِئْتُهُمْ وَالْفُؤَادُ بِي | خَافِقٌ كُلَّمَا اقْتَرَبْ |
قَالْتَقَوْنِي كَعَائِدٍ | لِلْحِمَى بَعْدَ مَا اغْتَرَبْ |
تَلْكَ وَاللهِ سَاعَةٌ | أَنْسَتِ المُتْعَبَ التَّعَبْ |
لَيْسَ بِدْعاً وَإِنَّهُمْ | صَفْوَةُ الشَّرْقِ وَالنُّخَبْ |
مِنْ نِسَاءٍ زَوَاهِرٍ | بِحِلَى الْحُسْنِ وَالأَدَبْ |
مُحْصَنَاتٍ مُرَبِّيَا | تِ النَّجِيبَاتِ وَالنُّجُبْ |
وَرِجَالٍ إِذَا هُمُ | سَابَقُوا َأحْرَزُوا الْقَصَبْ |
شَرَّفُوا الْعِلمْ مَا اسْتَطَا | عُوا وَلَمْ يَحْقِرُوا النَّشَبْ |
أَمْهَرُ الطَّالِبِينَ لِلْسْكَ | بِ مِنْ خَيْرِ مُكْتَسَبْ |
أحْلَمُ النَّاسِ عَنْ هُدىً | مَا الَّذِي يُصْلِحُ الْغَضَبْ |
أَحْزَمُ الْخَلْقِ إِنْ يَكُنْ | سَرَفٌ جَالِبُ الْعَطَبْ |
مَنْ رَأَى مِنْهُمُ المَكَا | نَ لِفَوْزٍ بِهِ وَثَبْ |
مُحْرِزَاً غَايَةَ الَّذِي | رَامَ في كُلِّ مُطَّلّبْ |
فِيهِمُ الْحَاسِبُ الَّذِي | لاَ يُجَارَى إِذَا حَسَبْ |
فِيهِمْ الْكَاتِبُ الَّذِي | لاَ يُبَارَى إِذَا كَتَبْ |
فِيهِمْ الْعَالِمُ الَّذِي | عَقْلُهُ كَوكَبٌ ثَقَبْ |
فِيهِمْ الشَّاعِرُ الَّذِي | شَعْرُهُ لِلنُّهَى خَلَبْ |
فِيهِمْ الْقَائِلُ الصَّؤُو | لَ عَلَى الْجَمْعِ إِنْ خَطَبْ |
فِيهِمْ الصَّانِعُ الَّذِي | صُنْعُهُ آيَةُ الْعَجَبْ |
فِيهِمْ المُطْرِبُ المُجِ | دُّ فُنُوناً مِنَ الطَّرَبْ |
يَا كِرَاماً أَحَلَّنِي | فَضْلُهُمْ أَرْفَعَ الرُّتَبْ |
إِنَّ فَخْراً نَحَلْتُمُو | نِي لأَغْلَى فِي الْحَسَبْ |
لَمْ يَكُنْ لِي وَمَنْ أَنَا | هُوَ لِلشِّعْرِ وَالأَدَبْ |