صدع الحق على رأس علم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صدع الحق على رأس علم | فانجلى الظُلم وشيكاً والظُلَمْ |
والفتى في سكرة من جهله | لم يُفق إلا إذا جفّ القَلَمْ |
عَظُم الخطب بما كان ولو | خيرُ العاقل لاختار العَدَمْ |
كيف يلقى راحةً مَنْ عُمرُه | يتقضَّى بهموم وهِمَمْ |
تكثر الدعوى وإن حلَّ القضا | رجع الأمر إلى الفرد الحكمْ |
ربما يستدرك الأمر إذا | ظهرت منه أمارات الندَمْ |
ليس يدري لذة الصحة من | لم يذق قَبْلُ مراراتِ السَقَمْ |
لا يزال الله يرعى خلقه | ما أطاعوه فإن ضلوا انتقمْ |
وإذا أمهلهم نقمته | لم يكُ الإِمهال إهمالَ الأُممْ |
فعلى المرء مراعاةُ الذي | فيه محض الخير من يوم احتلمْ |
يُحمد المرء على فعل الذي | فيه إصلاح وإلا فيذمّ |
قل لذي العقل يحسِّنْ سعيه | في الورى فالدهر حرب وسَلَمْ |
وإذا أكثر من أهل الصفا | قلل الله عليه ما أهمّ |
لكن الناس أولو الأنفة لم | يرهبوا في الخلق إلا مَنْ غشمْ |
كلّ إنسان تعدَّى طورَه | ردَّه الدهر إليه فالتزمْ |
وإذا عاديتَ من لا قِبَلٌ | لك فيه فتأهّب للنِقمْ |
فليحارب من يشأ أقرانَهُ | ولْيَدعْ حرب السَّلاطين القِمَمْ |
ولَمنْ كف عن الناس الأذى | كف عنه الناس وانزاح الغِمَمْ |
إنما مالُ الفتى عِزَّتُه | لا بخالٍ حين يسمو أو بعَمّ |
إنما الخالُ إذا جرَّبته | هو خالٍ وكذاك العمُّ غَمّ |