معاهد وصل قد قطعن اتساعها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
معاهد وصل قد قطعن اتساعها | بمؤنسة لي لا نملُّ اجتماعها |
وللبين هزات كرهن استماعها | وقائلة لمَّا أردت وداعها |
حبيبيَ حَقّاً أنت بالبين فاجعي | |
فكم ثدي أُنس من لقاك رضعته | وكم أصل خير في حماك زرعته |
وقد طرق الأسماع شيءٌ فزعته | فيا رب لا يصدق حديث سمعته |
لقد راع قلبي ما جرى في مسامعي | |
وسحَّت فشحت بالفراق ضنينةً | وكانت لمخزون الوداد أمينةً |
وحنّت وأنّت كالسّليم مهينَةً | وقامت وراء الستر تبكي حزينةً |
وقد نقبته بيننا بالأصابع | |
ولما حكت عند الحديث مزامراً | وهدَّت بناء بالتصبُّر عامرا |
وشبَّت إليه بالعقيق جواهراً | بكت فأرتني لؤلؤاً متناثرا |
هوى فالتقته في فضول المقانع | |
قديمة عهد بالوفاء خليقة | مليئة ودٍّ للكئِيب أريقة |
نفور من الدهر الخؤون شفيقة | ولما رأت إن الفراق حقيقة |
وأني عليه مكُرَه غير طائعِ | |
تمنت زمان البين لو كان قبلها | ولم تتقدم ذي المودة كلها |
ولما درت أنْ قد تقطع وصلُها | تبدت فلا والله ما الشمس مثلها |
إذا أشرقت أنوارها في المطالعِ | |
أبانت بألفاظ الدموع عبارة | وأوحت بألحاظ العيون أمارة |
بأنَّ عليها من فراقي حرارة | تُّسلّمُ باليمنى عليَّ إشارة |
وتمسح باليسرى مجاري المدامع | |
وما فَتِئَتْ من سهم بُعدِي مُصابةً | ولمَّا تَزَلْ تُبدي عليَّ كآبةً |
إلى أن غدت من نار وجدي مُذابَةً | فما برحت تبكي وأبكي صبابةً |
إلى أن تركنا الأرض ذات وقائعِ | |
تكاد تذوب الأرض من زفراتنا | ويُقضى علينا من لظى حسراتنا |
ويغرق ما ينهلّ من غمراتنا | فتصبح تلك الأرض من عبراتنا |
كثيرة خصب رائق النبت رائعِ |