من لصبٍّ غيرِ صابـرْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
من لصبٍّ غيرِ صابـرْ | ما له في الحب ناصـرْ |
يطلـب النجـم وهيهـا | تَ فما قـاصٍ لقاصـرْ |
بَعُـدَ الأحبـاب عـنـهُ | فهـو كالمعتـوه حائـرْ |
أبـرزت أشواقـه مـا | قـد أجنّتْـه الضمائـرْ |
أَودع الأحشـاء سِــرّاً | فأضاعتـه المحـاجـرْ |
يـا ندامـاي رويــداً | هـذه نسمـة حـاجـرْ |
خطـرت ليـلاً فأبـدت | من خباياهـا الذخائـرْ |
نفضـت بـرداً عليـه | فغـدت مِسكـةَ تاجـرْ |
بَـرِّدوا منهـا فـؤادي | فهـو مَحشـوُّ النوائـرْ |
واجبرُوا الخاطر منهـا | فهـي جبـر للخواطـرْ |
مَن مُجيري مـن أسـود | جئن في خلـق الجـآذرْ |
يتحلّـيـنْ بـأفــرادِ | الـلآلـي والجـواهـرْ |
يتجـرَّيـن فتـنـجـرُّ | عليـهـنَّ الـجـرائـرْ |
يتطـلـبَّـن ديـونــاً | مـن قلـوب للنواظـرْ |
ما على الألبـاب بـأس | إن رأت روض النواظرْ |
خدمتْ بستان ذاك الحُس | نِ والخـادم حـاضـرْ |
بِـيَ منهـن غــزالٌ | لا أراه غـيـر نـافـرْ |
بابلـيُّ اللحـظ أحـوى | فاتِـنٌ أحـور فـاتـرْ |
غصـنُ بـانٍ يتثـنـى | وعليـه القلـب طائـرْ |
كلُّ عضو شِمـتَ مـن | أعْضائـهِ بـاهٍ وباهـرْ |
فهـو فــرد يتثـنّـى | مرَّ بي والليـل عاكـرْ |
مُـرُّهُ حـلـو ولـكـن | منـه تنشـق المرائـرْ |
بـارك اللّـه لمـسـرا | كَ ولاَ مسَّـك ضائِـرْ |
وهنيـئـاً لـنـفـوسٍ | أقبلـت منـك تُضافِـرْ |
قَـدْكَ يـا قلبـي ويـا | نعماكَ جاءتك البشائـرْ |
لو أطار البشـر جسمـاً | كنتَ يا جسمـي طائـرْ |
وبمـا جـدتَ بـه يـا | دهـرٍ كفَّـرّتَّ الكبائـرْ |
مثل ما جُدْتَ بوصلـي | غادةً في دهـر غابـرْ |
زرتهـا خِلسـةَ وقـتٍ | بـردت فيـه الأسـاورْ |
تمسـحُ الـورد بعـنّـا | بٍ وترمـي بالجواهـرْ |
ثـم قالـت لـي أَهـلاً | بكَ مـن سـارٍٍ وزائـرْ |
هَـكـذا الـدهــر إذا | جاد فخـذ منـه وبـادرْ |
وإذا ولــىَّ فـرابـط | فـي بلايـاهُ وصابـرْ |
سرَّنـي حينـاً وحينـا | طلعـت منـه بــوادرْ |
قَـلَّ مـا فـي الكـف | والدَّينُ مُحيط بيَ دائـرْ |
مَن مُعينـي لخلاصـي | مـن نيـوب وأظافـرْ |
شـاع فقـري ومُعينـي | بعد رب الخلـق نـادرْ |
ملـك بـاسـط كــفٍّ | شأنـهُ جمـعُ المفاخـرْ |
سامِـكُ الرفعـةِ سـامٍ | طيِّـبُ الطلعـةِ طاهـرْ |
أريحـيُّ البـذْل مِتـلا | فٌ عزيز النفس صابـرْ |
ريِّـض النفـس طـوي | ل الصمتِ والفكرة ساهرْ |
طالـب العلـم مـجـدٌّ | سابـق الفهـم مـبـادرْ |
مكـرم العلـم وأهلـي | ه بفـضـل متـواتـرْ |
يترقّـى كُــلَّ يــومٍ | في مساعيـه الفواخـرْ |
بـاركَ الرحمـن فيـه | وكساه الفضـل باهـرْ |
فهو في الاسلام غـوث | وحـسـام أيُّ بـاتـرْ |
ملـكَ السـؤدَدَ والعَلْـي | ا فكـل فيـه ظـاهـرْ |
فـارس الحلبـة سبّـاقٌ | على الخيـل الضوامـرْ |
فإذا مـا ركـب الشـوّا | فَ قـال الكـل نـادرْ |
إنَّما الشـواف طِـرف | مثل لمح الطَّرف غائـرْ |
يفـرح الميـدان مـنـه | إن يطـأه بالحـوافـرْ |
تشهـد الفرسـان كـلٌّ | عن مدى الشواف قاصرْ |
فـإذا سـابـق قـالـوا | أولٌ والـكـل آخِــرْ |
لونـه أبـيـض فـيـه | نقـط حمـر دوائــرْ |
في سمـاء مـن لُجَيـن | أنجـم التبـر زواهـرْ |
أو يواقيـت صـغـار | فرقت فـرق المناظـرْ |
أو كبـرج مـن رخـام | رُكِّبـتْ فيـه الدنانِـرْ |
أخـتــه شـوّافــة | والبنت منها في المظاهرْ |
لـون كــل منهـمـا | أحمَـرُ قـانٍ متظاهـرْ |
بهمـا مـن ارجــوان | حلّـة تعشـي النواظـرْ |
أو كَحمـراوَيْ غـمـامٍ | مَرَّتـا بيـن العساكـرْ |
نِعمـت الشوافـة الـي | وم إذا مـرّت كطائـرْ |
بنتهـا مـا هــيَ إلا | في المدى لمحـة ناظـرْ |
كلهنَّ اليوم فـي الخَـي | ل عديمـات النظـائـرْ |
فــإذا المـيـدانَ أُوردْ | نَ تماشـيـن بخـاتـرْ |
هزهنَّ الطَـرب المبـهِ | ج بالمشـي الخواطـرْ |
ترعـد الصمعـا وكـم | تبرق والخيـل قرائـرْ |
وَطَّنـت أنفسهـا للـنُّ | وَب السـود الكبـائـرْ |
لا تبـالـي أسُـيـوفٌ | قـد تلاقـت أم خناجـرْ |
أم عـوالٍ مشـرَعَـاتٌ | في نـواصٍ وحناجـرْ |
أم زئيـر مـن أسـود | أم من الصُّمْع زماجـر |
كل ذي الأهوال لـم تـد | خـل عليهـن بخاطـرْ |
هـذه خيـل المـفـدّى | بهجـة المجلـس نـادرْ |
مَن أبـوه فـي البرايـا | مَلـك نــاهٍ وآمــرْ |
مقصد الآمال مرعى ال | فضل بحر الجود زاخرْ |
كم لـه مـن مكرمـاتٍ | أعربت عنهـا المنابـرْ |
سيـدي نـادر هــذي | نفثةٌ من سحـر شاعـرْ |
غـادة ترضـاك كُفْئـاً | ولهـا فضلـك ماهـرْ |