حبُّ الغواني عن الولدان أغناني
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حبُّ الغواني عن الولدان أغناني | وذكرهن جميع الناس إنساني |
من كل فاترة الألحاظ فاتنة | حوراء أحسن من حور وولدان |
بيضاء براقة اللبَّات طيبة | الأنفاس تنعش جسم الميت الفاني |
ظمياء ظريانة السَّاقين راجحة | الردفين ناهدة الثديين مزيان |
مظلومة الخصر يشكو من روادفها | حملاً ثقيلاً كما يُشكى من الجاني |
تهتز كالغصن إذ مر النسيم به | صبحاً عليها حلى در ومرجان |
شعورها ضمَّخت بالعطر أرجلها | طوراً وطوراً تعلَّت فوق كثبان |
فهل سمعت بليل تحته قمر | على قضيب على حقف بإنسان |
وهل رأيت أسود الغاب تقنصها | ظباء وحش بساجي الطرف وسنان |
هي التي فضلوها بالجمال على الن | سا ولم يختلف في حسنها اثنان |
هدَّت لواحظها قلبي كما هشمت | مدافع المانيا جيش البريطاني |
تعرضت لي بالجرداء حافظة | جمال يوسف بالحرز السليماني |
أشكو إليها صباباتي فتظهر لي | أضعاف ما كابدت من طول أزمان |
إذا رأيت الذي تهوى يريك هوىً | منه فما ضاع فيه دمعك القاني |
أبكي وتبكي ودمعانا يسيل دماً | هذا ودُرّاً بدا هذا بعقيان |
كنا كذا فتفرقنا وعاد لنا | دهرٌ فكم فيه من سوء وإحسان |
لا فرَّق الله ما بيني وبينكم | يا واصلين فأنتم عمري الثاني |
ولا رمانا زمان بالفراق كما | مضى فإنكم روحي وريحاني |
يا ساهر البرق نحو الشرق لاح دجاً | بلغ سلامي أحبابي وحيراني |
يا عارضاً قد سرى والريح تجذبه | نحو الأحبة فاحملني بجثماني |
وأنت يا نسمات الصبح راويةٌ | فأروي إليهم صباباتي أشجاني |
وحدثيهم عن الصب الكئيب فقد | رمته أيدي النوى عنكم بأحزان |
طوراً يقدُّ سنام الأرض مرتفعاً | نجداً ومنخفضاً طوراً بغيطان |
وتارةً يركب الدلهاء يقطعها | والموج منها كرضوى أوكثهلان |
أرجو من الله تيسير الأمور كما | ترجو العفاة نوال الشيخ حمدان |
شيخ به طمع الدهر الخؤون فقد | سترت يا دهر سوآت بإحسان |
أتيت فينا بشيخ في فضائله | فرداً وهيهات أن يأتي له ثاني |
شهمٌ إذا ذكر الأشياخ في ملأ | فهم كعين وذا فيهم كإنسان |
كبير فضل وعقل لا يمرُّ على | دنياه إلا بإحسان وميزان |
خالي الأزار من الفحشَاء مرتفع | عن القبيح رفيع القدر والشان |
ذو هيبة رعبت منه الأسود فلا | تأتيه إلا لتسليم وإذعان |
ترمي بنادقه جيش العداة كما | ترمي السماء بشهب كل شيطان |
أخو اقتدار على الباغي ومكرمة | إلى الصَّديق وذو صفح عن الجاني |
فاضت أياديه حتى عمَّ نائلها | كالسيل ينزل بالقاصي وبالداني |
تمسي وتصبح بالإِحسان راحته | مبسوطة للورى في كل أحيان |
ما قال لا كرما يوماً لسائله | فلاؤه لاءُ آلاءٍ وايمان |
ولا أتاه بعيد الدار مغتربٌ | إلاَّ وسلاَّه عن أهلٍ وأوطان |
ولا توجه عاري الجسم حضرته | إلا ويكسى بروداً ذات ألوان |
ولا تضايق بالأضياف منزله | إلاَّ ويضحك بشراً غير غضبان |
يستأثر الزاد أهل الجوع وهو له | أخو اضطرار فيمسي غير شبعان |
حاز العلا فهو الإِنسان إن ذكروا | شخصاً وما كل إنسان بإنسان |
لله حمدان إن ضاق الزمان على | بنيه عاشوا بفضل منه هتّان |
أتيت ناديه مهموماً فآنسني | جميله وادكار الأهل أنساني |
لا زال مرتفعاً بالفضل منتصباً | للعدل منخفضاً لله كالعَاني |
ودام إخوته الأساد طائلةً | أعمارُهم في نعيم طولَ أزمانِ |
خليفة وسعيد صقرهم وكذا | محمد تابع من بعد سلطان |
هم البدور إذا حلُّوا بمُظلِمَة | وهم غطاريف عدنان وقحطان |
واقصِد فلاحَ المساعي إن مررت على | بني فلاح تصادف خيرَهم داني |
بيض الوجوه دعاة الناس سعيهُم | على الهُدى لا رعاة المعز والضان |
إن يركبوا فهم فرسان عادية | أو يجلسوا فهم أصحاب تيجان |
فيا أبا راشد خذها محبرة | غرّاء خصتك بالباقي عن الفاني |
فابسط إليها يد الإِقبال وابغ لها | وجه القبول وأسدل ثوب غفران |
وعش ودم في مقام العز مغتنماً | حرز الكمال بتمكين وإمكان |