أيها القارئون صبرا على ما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيها القارئون صبرا على ما | تستطيلون من جدال وبيل |
رب حق بالصمت يخفى ويخفو | بلجاج ما بين قال وقيل |
يا زمانا يسوء من لم يسؤ | ويسر المسيئ حلف البطول |
جئتنا اليوم بالطبيب المداوي | للاصحاء وهو جدّ عليل |
زعم الفضل والفضول سواء | واقام الدعوى بغير دليل |
جير لولا الدليل ما كان فرق | قط ما بين عالم وجهول |
لم يميز ما بين قول فصيح | وركبك ومحكم ودخيل |
فتراه يثغو ويرغو ويلغو | جامعاً بين ذلة وزليل |
لم يكن مسندا الى سيويه | ما ادعاه ولا انتمى للخليل |
بل رأى كل ما اقول خطاء | دون ما حجة ولا تعليل |
كل حلو في فم ذي السقم مرّ | والدجى للاعمى نظير الاصيل |
قد كسته الدعوى من الخزي ثوباً | سايغا ضافيا طويل الذيول |
فلعل البصير ليس يراه | بعد حتى يلومه للفضول |
فاذا كان ذاك فليبلغنه | مع ابيل ما شاء من تعذيل |
فهو لحانة ويلحن منه | كل شيء اجملت بالتفضيل |
يالها خطة تضاحك منها | كل باك على دروس الطلول |
جاهل يدعى الفنون جميعا | دون جد لها ولا تحصيل |
كيف يدري التعريب اذ هو لا يفرق | بين المعلوم والمجهول |
كيف يدري الحساب اذ هو لا | يعلم ان الكثير فوق القليل |
كيف يدري شيا وما هو شيء | ان هذا في حيز المستحيل |
ذاك حكم الاله فيما قضاه | وهو يهدي الى سواء السبيل |