ألا قف بالطلول ولو قليلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا قف بالطلول ولو قليلا | لا قضى عندها نذراً محيلا |
اذالة مدمع قد صين دهرا | واي مصون لادهر ما اذيلا |
اذا ليم امرؤ يبكي لذل | فليس يلام من يبكى الطلولا |
نشيت لتربها ارجا دعاني | صريعا مثل من شرب الشمولا |
هو الانسان انشى من تراب | قديما قبل انشآى تليلا |
اسائل كل ما في الريع وجدا | وليس صدى به يروى غليلا |
لان الريح قد نسجت عليه | رمال الدو عرضا ثم طولا |
بللت ثراه بالدمع التياعا | وجسمي جف من حرق قحولا |
صبرت على الفراق فعيل صبرى | وهذا العول اورثني العويلا |
ولو غير النوى اثوى بلبى | لكن قريته الصبر الجميلا |
اذا فكرت في ذا البين هانت | على مصائبي الاخرى قليلا |
ترى اين انتوى الاحباب صبحا | احلوا الشعب ام حلوا السهولا |
ايرجع عهد وصلهم فاكفى | سماع القائلين نووا رحيلا |
وانعم باللقاء قرير عين | فلا القى الرقيب ولا العذولا |
على اس الوفاء بنيت حبي | وطيدا لن يحول ولن يزولا |
فهل من عالم بمصاب عل | وهل من راحم صبا عليلا |
يؤرقني هديل الورق ليلا | كاني نادب معها هديلا |
وما ادرى اذا ما الليل ولى | اياتي صبحه منه بديلا |
كأن كراي في اخفاف عيسى | متى زالت لترحال ازيلا |
كأن البيد صدري والثنايا | هواجسه قد اعتاصت سبيلا |
كأن بها وحي السيروحي | الى بان اجاريها ذميلا |
فاتبعها وما بي من حراك | فوادا حمل الشوق الثقيلا |
رويدا يا مزجيها رويدا | فقد كلفتها امرا وبيلا |
لها حق علينا ان تراعى | وتكرم حيثما كانت مقيلا |
فهن الحاملات غدى هوانا | وهن البالغات بنا خليلا |
هو البحر الخضم لوارديه | ولكن كان عذبا سلسبيلا |
الم تر كيف يزخر بالقوافي | فيسكر من سلافتها العقولا |
فتروى كل من امسى غليلا | وتشفى كل من اضحى عليلا |
نبيل خصاله يسبيك بهرا | وينسيك النبيلة والنبيلا |
تلاقى منه قيلا جل قيلا | وتلفى منه نيلا هل نيلا |
متى يخطب تخل ملكا جميلا | وفوق اركية ملكا جليلا |
رحيب الصدر يحوى كل علم | وان ملأت مسائله السهولا |
بديهته المجلى والمصلى | روية من تخال له سويلا |
اذا ما رام غايته مبار | فقل قد جاء امرا مستحيلا |
اجل مقامه عن مثل نظمي | ولولا حلمه عفت المقولا |
لقد حبست مهابته الساني | زمانا فيه آثرت الخمولا |
فكنت اخالني فيه بعيما | وفكري خام عن معنى كليلا |
لان تكافو الامثال عندي | من الفرض الذي لن يستحيلا |
فكنت اود لو اهديه نظما | يكون لنظمه الهادي عديلا |
فعز على واستعصى ودابي | مجافاة المباعد او يميلا |
اما والله اني اخجلتني | مكارمه وسامتني ذهولا |
ابيت مفكرا فيها واضحى | بها متغزلا غزلا طويلا |
فليت العذر مني عن قصوري | يصادف عند سدته قبولا |
كلا طمعي وجدواه عظيم | واحسب ذا على عفوي دليلا |
اذا ما عزمني ارضاء دهري | تخذت له مدائحه وسيلا |
كفاني مدح علية مصر فضلا | فصار مزيد غيرهم فضولا |
تجاروا في الفصاحة والمعاني | فكلهم استبان بها اصيلا |
دواجن طبعهم شرد القوافي | وكاثرنا اقلهم مقولا |
كذلك حظ بعض الناس نزر | وبعضهم حوى حظا جزيلا |