حتام أرتقب الوصال تعللا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حتام أرتقب الوصال تعللا | وهي المنى ما ان تنيل مؤملا |
تلك الأماني التي منيتها | ومن الشقاوة روم ما لن يحصلا |
يدجو على الليل جالب همه | وكلاهما عندي المذمم منزلا |
لم أدر أيهما على ما ساءني | وأذال مني الدمع كان الأطولا |
أنى يروق العيش لي يوما ولم | ير ناظري إلا الرسوم المثلا |
عجبا لاطلال موات انها | تحيي الهوى وتسوم اضلعي البلى |
عجبا لها وهي الجماد تذيبني | اسفا فلست اطيق بعد تحلحلا |
كم ذا تحمنلي النوى ما لم اطق | ولكم ازيد تحلما وتحملا |
والدهر ليس بحول عن حالاته | متعاميا طورا وطورا احولا |
ما دمت انظر ذي الطلول فلن ارى | عن ذكر من عروا عراها مذهلا |
اني اذا خالت يوما صاحبا | لا ابتغي عن وده متحولا |
تروى دموعي عن اصول صبابتي | فيها حديثا مرسلا ومسلسلا |
غلب الغرام على حتى انني | فيها اشاهد حسنهم متمثلا |
لولا مخافة ان اسيء اليهم | لم اتخذ من دونها متقيلا |
ما تنقضي الحسرات بين جوانحي | حتى اوسد في ثراها منزلا |
يا ليت شعري هل درى الناؤون ان | قد ناء صبري معهم مترحلا |
ان لم يكن لي يعملات للسرى | سبرت قلبي حيث حلوا مرقلا |
ان النوى ذهبت بلبي مثلما | ذهب الهوى بقواي ان تتحملا |
فانا اسير المعجزين ولم اجد | متخلصا لي منهما او موئلا |
الا مديح الاكرمين اولى العلى | الفارطين الى المعالي اولا |
ادباء مصر الآدبين بفضلهم | كل النفوس إلى هواهم والولا |
السامقين السابقين تطولا | الفائقين الآفقين تفضلا |
الباعثين من الكتاب كتائبا | المرسلين مع القوافي جحفلا |
الفارعين اذا اجالوا مقولا | القارعين اذا ادالوا منصلا |
البالغين لدى التجادل حجة | الغالبين لدى التجالد جدلا |
الصافحين اذا رأوا متفصحا | في القول يغلو واغلا متطفلا |
جلت محامدهم ورفعة شأنهم | عن كل مدح مجملا ومفصلا |
من قال شعرا فليقدم ذكرهم | فكفاه ذاك الذكر ان يتغزلا |
امسى اذا ابيات شعري عريت | عنه وربك بالحياء مزملا |
اني لاملى مدحهم بين الملا | ما دام هاج للحروف اذا تلا |
لكن هذا الشعر يذهب جزله | عني ولست بغيره متوسلا |
اني من القوم الذين يرونه | ادبا وليس توهما وتخيلا |
وتشدقا وتكلفا وتقولا | وتلهوقا وتعسفا وتمحلا |
من ظن ان مفاعلن متفاعلن | سر القريض فجهزته به إلى |
للاحمدين ومصطفى ولصفوة | يجب الثناء المستدام وكيف لا |