أرى القول يحلو بذكر الرجال
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أرى القول يحلو بذكر الرجال | وليس بذكر ذوات الدلال |
رجال السياسة والأمر والنهى | أهل الكياسة أمثال عالي |
لقد قلت في مطلع القول حسنا | واذ قلت بالشبه ساء مقالي |
لان الذي رمت مدح علاه | بدا في المعالي بدون مثال |
وزير يشد به الملك ازرا | مشيرا لارائه النجح تال |
اذا رام امرا امر عليه | نحبيحا يذلل صعب المنال |
فيقتار كل شرود ويدنى | بعيد الاماني الى كل بال |
واقلامه السمر من فوق بيض الصحائف | تفعل فعل العوالي |
يذل لها كل عاص وتعنو | لامرتها ماضيات النصال |
تدبر ملكا بعيد النواحي | وتفصل بالحق كل عدال |
وتعمر للاصدقاء بيوتا | واما بيوت العدى فخوالي |
يرى في العواقب ما غيره لا | يرى في حوادث ماض وحال |
فللبر بحر وللعلم حبر | وللملك صدر رشيد الفعال |
حميد الخصال سعيد الخلال | وحيد المعالي فريد الكمال |
تبارك من اودع الخير فيه | ونزهه عن عيوب الرجال |
فما يزدهيه اقتدار وعز | ولا ما لمنصبه من جلال |
ولا نول مال ولا طول حال | ولا مجد آل ولا سعد فال |
اذا ما تحدى علاه امير | فان هو الا غوى الخيال |
سل الحرب عنه وان شئت | فالسلم فهو لكلتيهما ذو حوال |
الم يأن للروم ان يبصروا ما | تجليه فكرته في الليالي |
الم يك في زجره من نذير | يحذرهم امرهم في المآل |
الم يك في بشره من بشير | يحلهم في امان الموالي |
ويسكنهم في مساكن امن | على النفس والمال ثم العيال |
اليس لهم ما لنا وعليهم | سوى ما علينا هدى كل وال |
امن بعد هذا المقال مراء | وعادي جلاد وداعي جدال |
الام الخداع ولا خير فيه | وكم ذا تروغون روغ الثعالى |
فطورا تقولون انا عداة | وطورا تقولون انا موالي |
وحتام تبغون منا امورا | وتقترحون نوال المحال |
اكنتم رجالا وكنا نساء | لحمل اغتيال لكم واختيال |
لقد ساء والله ما قد زعمتم | وان هي الا مهاوى الضلال |
اطيعوا الخليفة بالحق واخشوا | صوارمه فهي ذات اغتيال |
اذا اعملتها كمة شداد | ارتكم ما لم يمر ببال |
منايا سراعا تدور عليكم | رحاها وانتم لها كالثفال |
اليس لعبد العزيز مليك الملوك | جيوش كعد الرمال |
اذا كان يدعو رعاياه طرا | يقولون لبيك يا للنزال |
خليفة رب العباد مفيض الايادي | السوائل قبل السؤال |
رؤوف بمن جاه مستجيرا | ولكن شديد على ذي المحال |
وينصره الله نصرا عزيزا | على كل باغ مريد القتال |
فخير لكم ان تكونوا كآبا | ئكم في حماه المديد الظلال |
فليس لكم دونه من ودود | فلا يغررنكم مين قال |
وليس لكم غيره من ملاذ | ولو كنتم في اعز الجبال |
وما لكم دونه من معاذ | فلا يغوينكم ذو خبال |
تعالوا الى ما دعاكم اليه | وان هو الا خلوص امتثال |
وانتم منه منه في امان | وعيش هنئ وغبطة حال |
فكم مرة قال اني بر | باهل الصليب كاهل الهلال |
فما لكم لا تعون حديثا | ولا تهتدون بنصح مقال |
اعز السلاطين قدرا وجاها | واكرمهم عند بذل النوال |
وارأفهم بالعباد فوادا | واحلمهم عن مسيء مغال |
لطالب رضوانه كل خير | وطالب عصيانه في وبال |
فعد قوافي الثناء عليه | نجوما لسعدك دون زوال |
وصيد حماه محط الرحال | وعز الذلال وكنز النفال |
فهل مثل دولته في الجنوب | وفي الشرق والغرب او في الشمال |
وهل مثله من جميل مهب | اصيل حسيب جليل بجال |
يروعك فوق الاريكة والطرف | يوم النوال ويوم النضال |
له الله في السر والجهر واق | وينصره بالسيوف الصقال |
ودامت اعاديه مثل الهباء | وشمس مطالعه في كمال |