بشرى لكل مبشر ومبشر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بشرى لكل مبشر ومبشر | بشرى قدوم الاخير ابن الاخير |
إن ابن ابراهيم اسماعيل ذو | صيت يشنف سمع كل مخبر |
ما جاء في نجواه امرا منكرا | كلا ولا فيما علانية يرى |
نجر السيادة كابرا عن كابر | جلت علاه عن مراء الممترى |
هذا العزيز يعز من بفنائه | مستعصم من جور دهر اعسر |
هذا الذي آلاؤه عمرت من الى | ارضين ما اقوى وما لم يعمر |
سعدت به مصر واهلوها معا | حتى غدت للعز اول مصدر |
ما زال مذ آلت اليه امورها | ذا همة عن نفعها لم تفتر |
بل كان مصر خصه من فضله | نعم توالى صوبها لمن يحصر |
ملك له من كل فعل جاده | تاج افتخار فوق تاج الجوهر |
ذو همة تحيي البلاد وحكمة | ننسيك ذكر سياسة الاسكندر |
آتاه رب العرش مقدرة على | نفع العباد وقال اصلح واجبر |
فقضى كما اوصى اليه ولم يكن | عن كل ما يرضيه بالمتأخر |
هجر الكرى حتى يطيب رقاد من | في عهده من غيب او حضر |
فالناس بين محدث عن فضله | ومنافس في مدحه ومحبر |
طالت معاليه فقصر دونها | من كل في الاطراء غير مقصر |
لكنها قد انطقت كل الورى | بدعائه من قائل ومسطر |
في كل قلب حبه وثناؤه | في ثغر كل مهلل ومكبر |
عجبا لبحر قد حوته سفينة | بل كل بحر في نداه كجعفر |
سمح ولكن لا يجاوز في الندى | حدا يقوم به مقام مبذر |
فاذا سمعت بانه اغنى فقل | افعاله عن فكرة وتدبر |
من ليس يشكره على احسانه | فهو الكفور وربه لم يشكر |
تاهت به الدنيا وابدت حسنها | فرآه بين الناس من لم يبصر |
ولرب حرمل عيشا ساءه | من قبل صار لها يعن وينبرى |
هذي مفاخره فمن ذا يجترى | يوما على تنظيرها بمسيطر |
هذي مآثره فمن ذا يفترى | يوما على انكارها في الاعصر |
لا زال محروس الجناب ممدحا | يثنى عليه لمخبر ولمحضر |