يا سيدي اني وحقك لم ازل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا سيدي اني وحقك لم ازل | لهجا بذكر حلاك بين الناس |
ما كنت بالناسي لعهدك وهو لي | كل المنى كلا ولا المتناسي |
قد ضقت ذرعا بالنوى فلقد كست | جسمي من الاسقام شر لباس |
فكأنني وسط الشتاء مزمل | بلظى اخال دخانها انفاسي |
قد كنت اطمع ان اراك مصاحبا | للحضرة العليا فياللياس |
شغلت بغيرك حجة ولطالما | وافاك فيها معشر الجلاس |
ولقد وقفت ببابها متمثلا | ما وفي وقوفك ساعة من باس |
يا لوعة ما ذاقها ذو وحشة | قبلي ولا مرت بسمع اناسي |
لله اوقات تقضت خلسة | من كف دهر ظالم خلاس |
حرم العيون جلاء وصلك سبة | سلت من الاجفان طيب نعاسي |
كم ذا يدوم البين موحش ناظري | من انس قربك يا منى استئناسي |
ولكم امني النفس والاشجان قد | برحن في الاصباح والاغلاس |
ليلى بهيم سرمد فكأنما | شدت كواكبه الى امراس |
لي فيه طول تذكر وتشوق | لزمان قربك دون حد قياس |
ولنسخ ديوان العروض تضاعفت | مني الهموم فايقظت ايجاسي |
هذي لعمرك خطة زادت على | كربي ولم تك في حجا حداس |
ان كنت قد اوتيت منها راحة | فلنحن منها في اشد الباس |
لو كان من يشرى اسيود طالعي | لجعلته في قبضة النخاس |
ويلي على بصر الزمان وسمعه | فاليوم قد ايفا عن الاحساس |
لا تنفع الشكوى لديه ولا الاسى | ومن البلية ظلم شاك آس |
الصبر منقبة ولكن حين لا | يفضى الى الاهلاك والابلاس |
يا من بمشبهه الليالي لم تجد | لبنى امية او بني العباس |
انت المجلى في العلوم وكم نرى | لك شاهدا من حلبة القرطاس |
انت الذي ياتيه مقتبس الهدى | فيقول هاؤكم عن النبراس |
في أي فن شئته ان قلت لم | ينكر عليك القول قط نطاسي |
ما ان يعارضك امرؤ في النظم او | في النثر الا كان ذا وسواس |
لا يستوي متضلع مع شارب | من فضلة قد اسئرت في الكاس |
اني اعيذك ان تكون مساعدا | دهري على بجفوة وتناس |
قد عالني صبري بما انا واجد | من ذا البعاد ولات حين مؤاس |
فاذا شكوت فليس لي من راحم | واذا اسيت فليس لي من آس |
ذي حالتي في غربة جاءت على | وهن القوى مني كطود راس |