أتاني كتاب تنقيه الكتائب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتاني كتاب تنقيه الكتائب | ففي القلب منه باتك وهو جائب |
محبره الحبر البليغ الذي له | على كل ابناء الزمان مناقب |
عذوبة ماء النيل في بحر شعره | فحوليه كل قارب لا مقارب |
إمام له في كل فن براعة | أديب له في ذا القريض عجائب |
يرينا بيانا في سطور طروسه | فبائع سمط الدر موشيه عائب |
فمنفق در البحر في اليوم خاسر | ومنفق در الحبر في الدهر كاسب |
لقد صغرت نفسي به حشمة وان | علت لي منه بين قومي مراتب |
وقد سد دوني القول حتى حسبتني | بعيما ومالي في القريض مآرب |
واوهمت افكاري ظلاما وقد بدت | خواطره عندي وهن كواكب |
وقد كنت آثرت السكوت تادبا | ولكنما مدحي ليوسف واجب |
فمن لي بعفو منه عن برد مدحتي | بكانون اذ تغلو اللظى والجلابب |
هو العلم الفرد الذي سار ذكره | يشيد به ثاو وساع وراكب |
اضاءت بنور من علاه مشارق | وطابت بعرف من حلاه مغارب |
وقور اذا مادت رواس وزلزلت | سوار ففي اس الرزانة راتب |
عليه جلال من سكينة ربه | الى البر والتقوى مرائيه نادب |
فما سمعت اذن المشاغب وعظه | كما فاه الا وهو لله تائب |
قلى زخرف الدنيا فسيان عنده | غرائب منها تشتهي ورغائب |
ولو كان في نيل المناصب همه | لدانت له منها الصعاب العوازب |
فهابته ارباب السيادة كلهم | وحابته واسترضته تلك المناصب |
اذا قال كان الصدق والحق قصده | وكم قائل للدرهم الصدق كاذب |
وما تزدهيه العين ان جل حسنها | وليس له عن سائل العرف حاجب |
وما زائف فتواه من هو حاضر | ولا عائب نجواه من هو غائب |
وفي كل فضل فاق واشتهرت له | مناقب في الآفاق هن نقائب |
فمن بهر ذي الاخلاق يبكي مبالغ | وعن شأوها يكبو الفخور المغالب |
لهن اللواتي احسبت طالب العلى | وليس لها من كثرة العد حاسب |