ثملتُ بشدوِكَ يا بُلبُلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ثملتُ بشدوِكَ يا بُلبُلُ | وَكَيف بشدوكَ لا أَثملُ |
أَعدتَ إِلى القَلبِ ذكرى الجَمالِ | فَأَنتَ بِتِذكارِهِ أَجمَلُ |
نَقَلتَ إِلى مَسمَعي صَوتَ حُبّي | نَعمتَ وَنِعمَ الَّذي تنقلُ |
كَأَنَّكَ أُرسَلتَ تَلعبُ دَوراً | جَميلاً بِقَلبيَ يا مُرسَلُ |
تَنقَّل تَنَقَّل عَلى الغُصنِ وَاِرفَل | فَشدوُكَ في مُهجَتي يرفَلُ |
فَعَمّا قَريبٍ ستارُ حَياتي | عَلى كُلِّ ما مَرَّ بي يُسدَلُ |
وَلكِن غَداً حينَ أُمسي رفاتاً | وَيَحجبُني قَبرِيَ المُقفَلُ |
تَعالَ فَتَلفي فُؤاديَ حَيّاً | كَزَهرَة توتنخَ لا يَذبلُ |
تَعالَ وَأَنشِد قَليلاً فَإِنّي | عَلى رُغمِ ما حلَّ بي أَجزَلُ |
فَصَوتُكَ شِعرٌ يَجولُ بِفِكريَ | موحى مِنَ اللَهِ أَو مُنزَلُ |
تَعالَ تَجِد فَوقَ قَبرِيَ صَخراً | كَهَمّي الثَقيلِ الَّذي أَحملُ |
وَصَفصافَةً تَنحَني تارَةً | وَطوراً تُلاعِبُها الشمألُ |
وَبِالقُربِ من ذلِكَ القَبرِ وادٍ | رَهيبٌ تخلَّلَهُ جَدولُ |
تمرُّ عَلَيهِ السُنونو عجالى | وَمن مرَّ كَالطَيرِ يُستَعجلُ |
فَهذي الطُيورُ كَأَفراح قَلبي | تَطيرُ سِراعاً وَلا تَمهلُ |
وَيخلفها الأَلَمُ المُستَزيدُ | فَيَفعَلُ في الصَدرِ ما يفعَلُ |
تَعالَ غَداً حينَ أَمسي وَحيداً | وَزَرنيَ زَورَةَ مَن يَسأَلُ |
وَأَسمَع فُؤاديَ لَحناً شجيّاً | فَيَحيا بِهِ حبُّهُ الأَوَّلُ |