رَحِمُ الأُمّ لَعنَةٌ أَنتَ مِنهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَحِمُ الأُمّ لَعنَةٌ أَنتَ مِنهُ | في دِمائي كانَت وَفي أَعراقي |
أَم عِقاب لما تَسَّحقَّ مِن حُ | بّيَ في لِذَّتي وَفي أَشواقي |
حمَلَت أَمك القنوط إِلى وَج | هيَ وَكنتَ الرجاءَ في أَعماقي |
جِئتَ في سحنَة المسوخِ فَلِم حَطَّ | متَ حِلماً نَما عَلى أَحداقي |
أَلِأَنّي بَذَلت حُبّي وَلَم أُط | عِمكَ مِنهُ سِوى الفَتات الباقي |
عِشتَ في مُقلَتَيَّ ساعَة هَول | حَجَرَت غَصَّتي عَلى إِشفاقي |
وَأَرَتني كَأَنَّني في جُثام | عالِماً فيكَ موحِش الآفاقِ |
فَرَأَيت المَسخ المُخيف عَلى أَك | مَلِ حُسنٍ وَالقزمُ في العملاقِ |
وَلِسانَ الثُعبانِ في قُبلَةِ الصِ | دّيقِ وَالسمّ في الشَرابِ الواقي |
وَسمعتُ الفَحيحَ في النَغَمِ العَذ | بِ وَصَوتَ العَدُوِّ في الميثاقِ |
كَم نُفوسٍ رَأَيتُها تَلفظ الأَث | مَ فَيَرقى مِنها إِلى الأَرياقِ |
لَذَّة الإِثمِ كَيفَ تَمقَتها النَف | سُ وَيَحلو عَصيرُها في المَذاقِ |
كَم فَتى يَسعر الجَحيم بِعَينَي | هِ وَفي القَلبِ لِلسَّماءِ مَراقِ |
وَلَقَد يَنصُر الجَحيم فَيردي | بَعضُهُ ما بِبَعضِهِ مِن خلاقِ |
وَسَمِعتُ الحَياةَ تَهتِفُ في نَف | سي فَيصدي الهتاف في أَبواقي |
أَهلك المائِتونَ في رَحَمي الحُ | بَّ وَسَمّوا الزَلال في تِرياقي |
فَطرحتُ الأَقزامَ في أَسواقي | عَبراً لِلدمارِ في العُشاقِ |
وَرَأَيتُ الفِردَوسِ لَفَّت أَفاعي | هِ غُصوني وَكَمَّشت أَوراقي |
وَتَراءَت ليَ الطَبيعَةُ دُنيا | مِن كَمال نسيقَة الأَذواقِ |
فَرَأَيتُ الجَماد شَبعان حُبّاً | كلُّ صَدرٍ عَلَيهِ ثديٌ ساقِ |
إِنَّ في الحُبِّ صورَةَ اللَهِ لكِن | أَينَ في الخَلقِ صورَةُ الخَلّاقِ |